قوله تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج 6 والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج 7 تبصرة وذكرى لكل عبد منيب 8 ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد 9 والنخل باسقات لها طلع نضيد 10 رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج 11}
  قيل: طوال، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وعكرمة. وقيل: بُسُوقُها: استقامتها في الطول، وقيل: مستويات، عن سعيد بن جبير. وقيل: مواقر حوامل، عن الحسن، والفراء. يقال للنساء إذا ولدت: بسقت، قال صاحب المجمل: ناقة مُبْسِقٌ، ونُوقٌ مباسيق، وهي التي وقع اللبن في ضرعها قبل أن تلد «لَهَا طَلْعٌ» أي: حمل «نَضِيدٌ» متراكب نضد بعضه على بعض، عن مجاهد، وقتادة. «رِزْقًا لِلْعِبَادِ» أي: جعلنا ذلك رزقًا للعباد وعطاء لهم ليشكروه وينتفعوا به «وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا» أي: أحييناها بالماء المبارك «بَلْدَةً مَيْتًا» أي: أرضًا لا نبات فيها، فشبه ما لا نبات فيه بالميت وما فيه نبات بالحي توسعًا «كَذَلِكَ الْخُرُوجُ» يعني كما ننبت الأشياء من الأرض عن عدم، كذلك نخرج الموتى من قبورهم أحياء، أشار إلى أن هذه التدابير لمنافع العباد في دينهم ودنياهم.
  · الأحكام: يدل قوله: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا} الآية على أشياء:
  منها: وجوب النظر في الأدلة.
  ومنها: التبيين بذلك على صحة الإعادة.
  ومنها: تحريم التقليد، لولا ذلك لم يكن للنظر في الأدلة معنى.
  ومنها: أنه تعالى يعرف بأفعاله.
  ومنها: جعلها تبصرة ليعلم بها الحق، فدل أن المعارف مكتسبة.
  ويدل قوله: {رِزْقًا} أن ما فعل من ذلك الغرض منه منافع العباد في دنياهم، وليتفكروا فيه فيعلموا الحق في دينهم.
  ونبه بقوله: {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} على صحة الإعادة؛ لأن مَنْ قَدَرَ على خلق الأجسام قدر على إعادتها وإحيائها بعد الموت.