التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد 20 وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد 21 لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد 22 وقال قرينه هذا ما لدي عتيد 23 ألقيا في جهنم كل كفار عنيد 24 مناع للخير معتد مريب 25 الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد 26 قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد 27 قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد 28 ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد 29}

صفحة 6562 - الجزء 9

  · اللغة: السَّوْقُ: الحث على السير، والسائق: الحاث، ساقه سوقًا فهو سائق.

  والكشف: إزالة الغطاء، ونقيضه: الستر، وظهور الأمر في الآخرة حتى يعلم مستوره بما يكشف عنه الستر.

  والحديد: الحاد، حادّ فهو حديد كحافظ فهو حفيظ.

  والقرين: نظير الشيء من جهة تبصره بآرائه.

  والعتيد: المعد، يقال: أَعْتَدْتُهُ فهو عتيد، كما يقال: أحكمته فهو حكيم، وأعتدت وأعددت واحد، و {رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: معد حاضر.

  والعنيد: الجائر عن القصد وهو العنود والعاند، وناقة عنود لا تستقيم في سوقها، والعنيد المتجبر منه.

  والطغيان: تجاوز الحد في الفساد، طغى يطغى طغيًا فهو طاغٍ، وأطغاه أخرجه إلى الطغيان، أطغاه إطغاءً.

  · الإعراب: {عَتِيدٌ} قيل: رفع ب {هَذَا} تقديره: هذا عتيد، كقولهم: هذا عبد الله قائم، وقيل: (ما) بمعنى (شيء) لا بمعنى (الذي) كأنك قلت: هذا شيء لدي عتيدٌ.

  يقال: لِمَ قال: {أَلْقِيَا} للواحد؟

  قلنا: فيه أقوال:

  قيل: لأن المخاطب الخزنة.

  وقيل: بل ملكان وهو أوجه؛ إذ لا مانع منه، وقد تقدم ذكر الملكين.

  وقيل: الخطاب لواحد، والعرب تخاطب الواحد بلفظ الاثنين، قال الشاعر:

  فإنْ تَزْجُرَاني يا بنَ عَفَّانَ أَنْزَجِرْ ... وإنْ تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا