التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب 41 يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج 42 إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير 43 يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير 44 نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 45}

صفحة 6576 - الجزء 9

  كونه حيًّا، ولا يكون إلا بعد وجود المسموع؛ فلذلك قلنا: إنه تعالى سميع في الأزل، غير سامع، والاستماع: الإصغاء إلى المسموع، استمع يستمع فهو مستمع.

  والنداء: الدعاء بطريقة «يا فلان»، فكأنه ينادي المنادي: يا معشر الناس، قوموا إلى الموقف للجزاء والحساب. والصيحة: المرة من الصوت الشديد، صاح يصيح صيحة وصياحًا. وسراعًا: جمع سريع.

  · الإعراب: {سِرَاعًا} نصب على الحال، أي: يخرجون سراعًا.

  · النزول: عن ابن عباس: قالوا: يا رسول الله لو خوفتنا، فنزل قوله: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}.

  · المعنى: ثم وصف القيامة، فقال - سبحانه -: «وَاسْتَمِعْ» قيل: خطاب للنبي ÷ والمراد عام، كأنه قال: استمع يا محمد، وقيل: المراد استمع أيها السامع أو أيها الإنسان «يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ» قيل: استمع كلام الله فيما يخبرك به من حديث القيامة يوم ينادي المنادي، وقيل: استمع لنفخ الصور ومنادي القيامة ينادي «المنادي» قيل هو إسرافيل ينفخ في الصور، وسمي النافخ مناديًا، وقيل: ينادي منادٍ من صخرة بيت المقدس: أيتها العظام البالية، والأوصال المنقطعة، واللحوم المتمزقة، قومي لفصل القضاء، وما أعد الله لكم من الجزاء، عن قتادة. وقيل: بل ينادي إسرافيل، فيقول: يا معشر الناس، قوموا للحساب، وقيل: يجوز أن يكون نداء المحسن على