التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 فالجاريات يسرا 3 فالمقسمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6 والسماء ذات الحبك 7 إنكم لفي قول مختلف 8 يؤفك عنه من أفك 9 قتل الخراصون 10 الذين هم في غمرة ساهون 11 يسألون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}

صفحة 6580 - الجزء 9

  · اللغة: الذاريات: جمع ذارية، وهو من ذرت الريح التراب تَذْرُوهُ ذروًا: إذا طَيَّرتْهُ وأذرته بهذا المعنى، وهو الريح الوسط، فإذا زادت فهي عاصفة، وأصل العصف حطام النبت المنكسر، وأعصف الريح إعصافًا: إذا هبت، فحملت العصف، فمن ذلك سميت العاصفة، فإذا زادت سميت قاصفة، والقصف الكسر، يقال: قصفت الريح السفينة في البحر: كسرتها.

  والحاملات: جمع حاملة، والحَمْل بالفتح: ما كان في بَطْنٍ أو على رأس شجرة، وبالكسر: ما حملته على ظهرك، ويقال: امرأة حاملة إذا حملت شيئًا مِنْ حَمَلَتْ، ومنه: قوله تعالى: «حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا»، وقال الشاعر:

  تَمَخَّضَتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَّى وَلِكُلِ حَامِلَةٍ تَمَامُ

  ويقال: امرأة حامل؛ لأنه نعت لا يكون إلا للمؤنث كقولهم: طالق وحائض، وقيل: يريد ذات حمل، وذات حيض.

  والوِقْرُ بكسر الواو: الحمل، يقال: نخلة مُوقِرَةٌ ومُوقِرٌ: إذا كانت ذات حمل وثمر كثير؛ لأنه يثقل عليها، وأصل الباب: الثقل.

  والجاريات: جمع جارية، وأصله من «جرى يجري».

  والدِّين: الجزاء، والدِّين: ما يدان به، والدِّين: الحساب، والدِّين: العادة.

  والحَبْكُ: حسن أثر الصنعة في الشيء واستواؤه، حَبَكَهُ يَحْبُكُهُ على وزن نصره