التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 فالجاريات يسرا 3 فالمقسمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6 والسماء ذات الحبك 7 إنكم لفي قول مختلف 8 يؤفك عنه من أفك 9 قتل الخراصون 10 الذين هم في غمرة ساهون 11 يسألون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}

صفحة 6581 - الجزء 9

  ينصره، وَيَحْبِكُهُ على مثال يضربه، حبكًا، وقيل: الحبك: النسج الحسن، يقال: ما أحسن حبكة للنساج إذا أحسن نسجه وأجاد، والحبُك الطرائق، والحَبِيكة: الطريقة، والجمع: حبائك، وكساء مُحَبَّك مخطط لحسنها، وقيل: المحبوك:

  المحكم القوي، دابة مَحْبُوكة الخلق إذا كان محكمًا، وكل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد أحبكته، وتحبكت المرأة بنطاقها إذا شدته في وسطها، وذلك زينة لها، وحبكه بالسيف إذا قطع اللحم دون العظم، وكذلك لحسن القطع، وواحد الحبك حِبَاكٌ وحَبِيكَةٌ.

  والإفك: الكذب، وأصله الصرف، أُفِكَ عنه: صُرِفَ، وسمي الكذب إفكًا؛ لأنه صَرْفُ الكلام عن وجهه.

  والخَرَّاصُ: الكذاب، والخَرْصُ الظن والحدس، وسمي الجور خرصًا منه، ويقال: كم خِرْصُ أَرْضِكَ؟ بكسر الخاء، وأصل الخرص: القطع من قولهم: خرص كلامًا وأخرصه: إذا افتراه؛ لأنه اقتطعه من غير أصل يصح له، والْخُرص بضم الخاء: حلقة القرط المنقطعة على ملاصقة الأذن.

  والغمرة: علو الشيء على غيره حتى يغطيه، يقال: غمره الدَّيْنُ أي غطاه لكثرته، وغمره الماء يغمره غمرًا فهو مغمور، وغمره الشغل، وغمره الموت، والغَمْرُ: الكثير العطاء؛ لأنه يغمر بعطائه، ومنه الغمر الفرس الكثير الجري، ومنه: الغُمْرُ بضم الغين: الذي لم يجرب الأمور؛ لأنه غمره الجهل، والغِمر بكسر الغين: الحقد؛ لأنه يغمر القلب، والغُمَرُ: القدح الصغير؛ لأن الماء يغمره لامتلائه.