التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 فالجاريات يسرا 3 فالمقسمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6 والسماء ذات الحبك 7 إنكم لفي قول مختلف 8 يؤفك عنه من أفك 9 قتل الخراصون 10 الذين هم في غمرة ساهون 11 يسألون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}

صفحة 6584 - الجزء 9

  هذا القول وبسببه عن الإيمان من صرف، عن مجاهد. وعن بمعنى: من أجل جائز بلغة كنانة، عن الفراء، وقيل: يصرف عنه؛ أي الصارف أنفسهم كقولهم: فلان معجب بنفسه وأعجب بنفسه، وقيل: الصارف علماء السوء وأئمة الضلال ورؤساء البدع؛ لأن القوم تبع لهم، وقيل: يصرف عن الإيمان بمحمد ÷ من القول بأنه شاعر أو مجنون، وكانت العرب تسأل رؤساء مكة، فيقولون ذلك «قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ» قيل: لعن الكذابون وهم الَّذِينَ كذَّبوا رسول الله ÷، وكذبوا بالبعث، وقيل:

  المرتابون، عن ابن عباس. وقيل: الكهنة، عن مجاهد. «الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ» قيل: شبهة وغفلة وضلالة، وقيل: غمرهم الجهل ساهون لاهون عما يجب عليهم «يَسْأَلُونَ أَيَّانَ» بمعنى متى «يَوْمُ الدِّينِ» وهو وقت الجزاء، إنكارًا واستهزاءً، فقال تعالى: «يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ» أي: يقدمون ويحرقون، عن مجاهد، والضحاك. وقيل: (على) بمعنى الباء، وقيل: يفتنون: موقوفون على النار، وتقول لهم الخزنة: «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ» عذابكم «هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ» وسمي العذاب فتنة قيل: لأنه جزاء الفتنة، وقيل: لأنه امتحان بالنار، كالذهب الذي يعرض على النار.

  · الأحكام: تدل الآيات على عظيم قدرته تعالى في الرياح والسحاب وما فيها من النعم حتى صار موضعًا للقسم به.

  وتدل على وقوع الجزاء على الأعمال، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.

  وتدل على أن الخرص فعل العبد.

  ويدل قوله: {فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} أن المعارف مكتسبة.