قوله تعالى: {والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 فالجاريات يسرا 3 فالمقسمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6 والسماء ذات الحبك 7 إنكم لفي قول مختلف 8 يؤفك عنه من أفك 9 قتل الخراصون 10 الذين هم في غمرة ساهون 11 يسألون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}
  المقسمات أمرًا؟ قال: الملائكة. وعن ابن عباس والحسن ومجاهد مثل ذلك. وقيل: الذاريات الرياح [لأنها تزرُوا التراب]، أو ما مر بها، «فَالْحَامِلَاتِ [وِقْرًا]» الرياح، تحمل السحاب التي قد أوقرها [المطر] تنقله من بلد إلى بلد، و (الْجَارِيَاتِ يُسْرًا) قيل: السحاب تجري بما يسره الله لها، {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} الملائكة يقسمون ما كلفها الله تعالى من أرزاق العباد وغير ذلك، عن أبي علي. وقيل: المقسمات أيضًا الرياح تقسم المطر، فيصيب قومًا دون قوم وبلدًا دون بلد «إِنمَا تُوعَدُونَ» من الثواب والعقاب «لَصَادِقٌ» أي: لصدق، وقيل: لصادق في ذلك من وعده «وَإِنَّ الدِّينَ» قيل: الجزاء، وقيل: الحساب «لَوَاقِعٌ» كائن لا محالة «وَالسَّمَاءِ» قيل: أقسم بنفس السماء؛ لما فيها من الدلالة على صانع قادر عالم، وما فيها من عجائب الصنعة، عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة. وقيل: القسم برب السماء، عن أبي علي. «ذَاتِ الْحُبُكِ» قيل:
  ذات الخَلْق الحسن المستوي، عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، والربيع. وقيل: ذات الزينة، عن الحسن، وسعيد بن جبير. قال الحسن: حبكت بالنجوم، وقيل: المتقن البنيان فلا يتصدع، عن مجاهد، وأبي علي. وقيل: ذات الطرائق الحسنة، عن الحسن، والضحاك، قال: لكنها بعيدة فلا يرون طرائقها لبعدها، وقيل: ذات الشدة، ثم قرأ: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا}[النبأ: ١٢] عن ابن زيد. «إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ» قيل: في الدِّين، كل واحد يقول بشيء ويضلل من يخالفه فيه، وقيل: في النبي ÷؛ يقولون: ساحر وشاعر وكاذب ومجنون، وقيل: في القرآن؛ يقولون: شعر وكذب وسحر وأساطير الأولين، وقيل: في البعث فَمِنْ مصدق ومكذب، والخطاب للعرب، وقيل: في الدين فَمُحِقٌّ ومبطلٌ، والخطاب لجميع المكلفين، عن أبي علي. فالمحق من قبل منه، والمبطل من رد عليه «يُؤْفَكُ عَنْهُ» يصرف عنه، عن الحق، وقيل: عن القرآن، وقيل: عن النبي «مَنْ أُفِكَ» من صرف، وقيل: يصرف عن