التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون 15 آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين 16 كانوا قليلا من الليل ما يهجعون 17 وبالأسحار هم يستغفرون 18 وفي أموالهم حق للسائل والمحروم 19 وفي الأرض آيات للموقنين 20 وفي أنفسكم أفلا تبصرون 21 وفي السماء رزقكم وما توعدون 22 فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون 23}

صفحة 6586 - الجزء 9

  · اللغة: العين: عين الماء، وجمعها: عيون، وسمي عينًا؛ لأن الماء يظهر منه جاريًا، ومنه: ماء مَعِينٌ، قال ثعلب: عان الماء يعين عينًا: إذا ظهر جاريًا، والعين: الذهب، والعين: الذي يرى به.

  والإحسان والإفضال نظائر، أحسن إليه فهو محسن.

  والهجوع: النوم، هجع هجوعًا.

  والمحروم: الممنوع من الرزق بترك السؤال، أو ذهاب مال، أو سقوط سهم في الغنيمة، أو خراب ضيعة إذا صار فقيرًا، وأصله: المنع، والمحروم الممنوع، من الحرمان، قال الشعبي: أعياني أن أعلم ما المحروم، ومنه الحرام، ومنه الحرمة، ومنه الإحرام بالحج، ومنه الحرم، كل ذلك [بمنع] وُجِد فيه.

  والإبصار: إدراك المبصر، أبصر يبصر إبصارًا، والبصر: العين الَّذِي يبصر به، وجمعه: أبصار، واختلفوا في الذي يدرك به المرء، فقيل: معنى يحل العين، عن أبي علي. وقيل: ليس بمعنى، ولكن بشرط أن يكون حَيًّا لا آفة به.

  · الإعراب: «آخِذِينَ» نصب على الحال أي: يقبلون ما يعطيهم في حال الإعطاء.

  واختلفوا في قوله «ما» في قوله: {مَا يَهْجَعُونَ} على عدة أقوال:

  فقيل: هو جحد، وقد تم الكلام عند قوله: {كَانُوا قَلِيلًا} أي: هم قليل، ثم ابتدأ فقال: {مَا يَهْجَعُونَ} أي: لا ينامون بالليل.

  وقيل: (ما) بمعنى المصدر فالكلام يتصل بما قبله، تقديره: قليلاً هجوعهم؟