التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون 47 والأرض فرشناها فنعم الماهدون 48 ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون 49 ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين 50 ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين 51 كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون 52 أتواصوا به بل هم قوم طاغون 53 فتول عنهم فما أنت بملوم 54 وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 55}

صفحة 6600 - الجزء 9

  والفَرْشُ: مصدر فرشت، والفَرْشُ: المفروش، والفَرْشُ من الأنعام: ما لا يصلح إلا للذبح، وتَفَرَّشَ الطائر: قرب من الأرض، ورفرف بجناحيه كالمفروش، وقيل لامرأة الرجل فراشه؛ لأنه يفرشها، والزوج يسمى فراشًا بمعنى «ذو فراش»، يقال: افترش فلان التراب تحته، وافترش لسانه: تكلم به كيف شاء، والفرش: ما انبسط على وجه الْأَرْضِ من النبات، ولم يقم على ساق.

  والمهد: الموضع المهيأ للاستقرار عليه، مَهَّدَ يُمَهِّدُ تمهيدًا فهو مُمَهّد، وتمهد تمهيدًا فهو ماهدٌ، والماهد: المُوَطِّئ للشيء، وهو المُهَيَّا لما يصلح من الاستقرار عليه.

  والتواصي: إيصاء القوم بعضهم لبعض، وهو من الوصية.

  وَعَدَا: ظلم، وذئب عَدَوَانٌ: يعدو على الناس، والعُدْوان: الظلم الصراح.

  · الإعراب: (السَّمَاءَ) نصب لوقوع الفعل عليها، وهو قوله: {بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}.

  (تَوَلَّ) جزم؛ لأنه أمر، وأصله تَوَلَّى، حذفت الياء للجزم، وبقيت اللام مفتوحة.

  · المعنى: لما تقدم ذكر إهلاك الأمم وما فيها من العبر والدلالات بيّن دلائل قدرته [و] ما يشهد له بالربوبية، كأنه قيل: وفي قوم نوح عبرة وفي السماءِ والْأَرْضِ، وهو يتصل بما قبله في المعنى، قال - سبحانه -: «وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ» ألفها على حسن نظامها وعظمها وزينتها «بِأَيْدٍ» قيل: بقوة، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وابن زيد. «وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ» قيل: لقادرون على خلق ما هو أعظم منها، عن ابن عباس. وقيل: لموسعون الرزق على الخلق بالمطر، عن الحسن. وقيل: لموسعون. السماء، عن