التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المتقين في جنات ونعيم 17 فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم 18 كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 19 متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين 20 والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين 21 وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون 22 يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم 23 ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون 24}

صفحة 6615 - الجزء 9

  وقرأ أبو جعفر ونافع: «واتَّبَعَتْهُمْ» بالتاء من غير ألف على واحدة، أي: اقتدوا به فآمنوا، «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهمْ» بالألف والتاء على الجمع.

  وقرأ ابن عامر ويعقوب وأبو حاتم: «اتَّبَعَتْهُمْ» بالتاء ووصل الألف، «ذُرِّيَّاتُهُمْ» بالألف ورفع التاء بعده على الجمع، «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهمْ» بالألف وكسر التاء على الجمع.

  وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي: «اتَّبَعَتْهُمْ» بالتاء ووصل الألف «ذُرِّيَّتُهُمْ» بالرفع من غير ألف، أضافوا الإتباع إليهم، أي: اقتدوا بهم، «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» بالنصب من غير ألف على واحدة، وهو اختيار أبي عبيدة.

  قرأ ابن كثير: «أَلِتْنَاهُمْ» بكسر اللام غير ممدودة الألف، والباقون بفتحها، وهما لغتان، أَلِتَ يأْلَتُ، وأَلَتَ يَألِتُ.

  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «لا لَغْوَ فيها ولا تَأْثِيَمَ» بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع والتنوين، وقد بَيَّنَّا ذلك.

  قرأ أبو جعفر: «فَكِهِينَ» أي: مسرورين، الباقون: «فَاكِهِينَ» ناعمين، وقيل:

  ذوو فاكهة.

  · اللغة: الفاكِهُ: ذو الفاكهة، رجل فاكِهٌ: كثير الفاكهة، كقولهم: لابِنٌ وتَامِرٌ، أي: ذو لبن، وذو تمر، والفكه: الأشِرُ المَرِحُ، وقد يكون الفاكه والفكه بمعنى واحد، والفاكه: المازح، ومنه حديث زيد: (كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله)، الاسم: الفكاهة، والفَكَّاهُ، والفاكه: الناعم أيضًا.