التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المتقين في جنات ونعيم 17 فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم 18 كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 19 متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين 20 والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين 21 وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون 22 يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم 23 ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون 24}

صفحة 6616 - الجزء 9

  والمتكئ: المسْتَنِدُ استناد راحة ودعة، اتَّكَأ فهو مُتَّكٍ.

  والمصفوفة: الممدودة على صف، ومنه صف الجهاد، وصف الصلاة.

  والحور: البيض، وأصله من البياض، ومنه: الحواري والحواريون.

  والعِينُ: الواسع الأعين.

  والأَلْتُ: النقصان، ألته يألته ألتًا: إذا نقصه، قال الشاعر:

  أَبْلِغْ بَنِي ثُعَلٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... جَهْدَ الرِّسَالَةِ لَا أَلْتًا وَلَا كَذِبَا

  والرهين: المرهون، والمرتهن: المحبوس على أمر يؤدى عنه بحسب ما يجب فيه، فكل مكلف محبوس على عمله.

  يتنازعون: يتعاطون، يعطي بعضهم بعضًا، وأصله من المنازعة.

  والكأس: المملوء شرابًا، فإذا كان فارغًا فليس بكأس، عن الزجاج.

  والمكنون: المحفوظ في كنة، وكننت الشنيء في كنه: إذا صببته، وأكننته:

  أحْمْيته، ومنه الكنانة؛ لأنه يصان فيها السهام.

  · الإعراب: «هنيئًا» قيل: نصب على الحال، أي: في هذا الحال وقيل: نصب على المصدر، أي: أكلًا هنيئًا.

  «متكئين» نصب على الحال، أي: كلوا في حال الاتكاء.

  · المعنى: لما تقدم الوعيد عقبه بالوعد للمؤمنين، وما أعد لهم، فقال - سبحانه -: «إِنَّ