قوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون 25 قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين 26 فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم 27 إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم 28 فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون 29 أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون 30 قل تربصوا فإني معكم من المتربصين 31}
  · القراءة: قرأ الحسن وأبو جعفر ونافع وأبو حاتم: «نَدْعُوهُ أَنَّهُ» بفتح الألف عن أنه على معنى لأنه، وقرأ الباقون بالكسر على الاستئناف.
  · اللغة: الإقبال: أن تقبل على شيء، فتصرف وجهك إليه، أقبل على فلان، ومنه أقبل يفعل كذا، وأقبل إذا جاء من مكان إلى مكان.
  والتساؤل تفاعل من السؤال، وهو أن يسأل بعضهم بعضًا.
  والإشفاق: رقة القلب من الخوف، وأصله الضعف، ومنه: ثوب شفيق، أي: ضعيف النسج، ومنه: الشفق؛ لأنه حمرة ضعيفة أو بياض.
  والمَنُّ: النعمة، وأصله القطع، ومنه المَنِيَّةُ، لأنها تقطع عن التصرف، والنعمة تقطع عن المكاره، ومنه: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[فصلت: ٨]، أي: غير مقطوع.
  والوقاية: منع الشيء من المخوف بحائل بينهما، وكذلك الوِقَاءُ، وقاه وقاية فهو واقٍ.
  والسَّمُوم: ريح حار تدخل في مسام الناس، فتتألم به، وأصل ذلك إما أن يكون من السَّم الذي هو في مخرج النفس، وكل خرق سَمٌّ، ومنه: {سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: ٤٠] وإما أن يكون من السُّمِّ الذي يقتل.
  والكاهن: من يوهم أنه يعلم الغيب بطريق خدمة الجن، والكِهانة: مصدر كهَنَ يَكْهُنُ، والكاهِنان: حيان، قيل: قريظة والنضير، ومنه: «يخرج من الكاهنين رجل يقرأ القرآن لا يقرأ أحد كقراءته»، فقيل: إنه محمد بن كعب القرظي.
  والمجنون: الماؤوف في عقله، وأصله: الستر، ومنه الجن، والجنان، والجنة.