قوله تعالى: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 201 أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب 202}
  المشاهد الشريفة، فقال تعالى: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا» أعطنا «فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً» قيل: نعم الدنيا ونعم الآخرة، عن أنس وقتادة وأبي علي. وقيل: رزقًا حلالاً في الدنيا، ومغفرة في الآخرة، عن السدي. وقيل: العلم والعبادة في الدنيا، والجنة في الآخرة، عن الحسن وعطية. «وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» أي احفظنا من عذاب النار «أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ» حظ «مِمَّا كَسَبُوا» من طاعاتهم التي لم يحبطوها بمعاصيهم.
  وقيل: لهم نصيب من جزاء كسبهم «وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ» قيل: يسرع حساب أهل الموقف، لا يشغله حساب واحد عن حساب آخر، وقيَل: أراد بالحساب الثواب والجزاء، أي يسرع ثوابهم، وقيل: الحساب بيان ما للمكلف وما عليه بكلام يقرر عليهم، وروي عن ابن عباس أنها فيمن يحج عن غيره، أن للميت الثواب، وللحاج الأجر.
  · الأحكام: الآية تدل على إثبات الحساب، وتدل على سرعة محاسبته، وفي الخبر أنه يحاسب الكل بقدر لمح البصر، وروي بقدر حلب شاة.
  وتدل على بطلان التشبيه؛ إذ لو كان جسمًا ذا آلة لاحتاج في المحاسبة إلى أوقات ممتدة.
  وتدل على بطلان مذهب الكلابية في قولهم: إن كلامه قديم من وجوه:
  منها: أنه وصف نفسه بأنه يحاسب، وذلك لا يكون إلا بكلام محدث.
  ومنها: أن ذلك لا يكون إلا بأقسام من الكلام، فيبطل قولهم: إنه متكلم بمعنى واحد.