التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 201 أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب 202}

صفحة 828 - الجزء 1

  فينبغي له أن يجعل عمدته أمور الدين، ثم يسأل من أمور الدنيا تبعًا، وينقطع في جميع ذلك إليه تعالى.

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ٢٠١ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ٢٠٢}

  · اللغة: قِ: أصله من الوقاية يقال: وقى يقي وقاية، والأمر (قِ) والنهي: لا تَق، وأصل (قِ): (أوق) ذهبت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة، وقنا أصله اوقينا، مثل احملنا، سقطت الواو لما ذكرنا، وسقطت ألف الوصل للاستغناء عنها لتحرك ما بعدها، وحذف الياء للوقف الذي هو نظير الجزم.

  والإيتاء: الإعطاء، وأصله الإتيان، بمعنى المجيء.

  والنصيب والحظ من النظائر.

  · الإعراب: يقال: لم حذف حرف النداء من «ربنا»؟

  قلنا: لأن أصله للتنبيه، واللَّه تعالى لا يغيب عنه شيء، فيسقط حرف التنبيه للاستغناء، فأما يا الله، فيذكر للتأكيد ليقبل عليه برحمته.

  · المعنى: لما تقدم ذكر ما سأله الكفار من أمور الدنيا بين ما سأله المؤمنون في تلك