التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم 44 فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون 45 يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون 46 وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون 47 واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم 48 ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم 49}

صفحة 6631 - الجزء 9

  · الأحكام: يدل قوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أن المعارف مكتسبة.

  ويدل قوله: {وَاصْبِرْ} على وعيد لهم بالجزاء، وعلى وجوب الصبر على تحمل الأذى في أداء الرسالة.

  ويدل قوله: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أنَّه تضمن حفظه وحياطته حتى يُبَلِّغَ.

  ومتى قيل: هل يجوز أن يخلي بينه وبين أعدائه فَيُقْتَلَ؟

  قلنا: قبل الأداء لا؛ لما فيه من تفويت المصالح، وبعد الأداء يجوز، ويصير بمنزلة موته.

  ويدل قوله: «وَسَبِّحْ» على وجوب تنزيهه عما لا يليق به من الصفات والأفعال، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ والمشبهة.

  ومتى قيل: {بِأَعْيُنِنَا} يدل على إثبات عين له؟

  قلنا: الظاهر أن له أعين، وهذا لا يقول به أحد، فإذًا المراد ما ذكرنا.