التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم 44 فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون 45 يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون 46 وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون 47 واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم 48 ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم 49}

صفحة 6630 - الجزء 9

  يَعْلَمُونَ» أن العذاب نازل بهم، وقيل: لا يعلمون صحة نبوتك، وإن كان فيهم من يعلم، فيجحد محاماة على أسباب الدنيا من مال أو رئاسة وشرف «وَاصْبِرْ» على أذى قومك في تبليغ رسالتك، «لِحُكْم رَبِّكَ» لِمَا حكم الله عليك من تبليغ رسالته، وقيل: فاصبر على أذاهم، حتى يَرِدَ أَمر الله بتخليصك «فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا» أي: برأينا، وقيل: بحفظنا «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» قيل: نزهه عما لا يليق به، واحمده على جميع آلائه «حِينَ تَقُومُ» قيل: من نومك، عن أبي الأحوص، وقيل: حين تقوم إلى الصلاة، فقل: سبحانك اللهم وبحمدك إلى آخره، عن الضحاك، وابن زيد، وتقديره: صَلِّ لأمر ربك حين تقوم من منامك، وقيل: صل بحمد ربك حين تقوم من نوم القائلة، عن زيد بن أسلم، وذلك صلاة الظهر، وقيل: الركعتان قبل صلاة الفجر، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، أي: حين تقوم من الفراش، وقيل: حين تقوم من المجلس فقل: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، اغفر لي وتب عليَّ، عن عطاء، وسعيد بن جبير، وروي مرفوعًا أنه قال: «إنه كفارة المجلس»، وقيل: حين تقوم إلى الصلاة، قل: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، عن الضحاك، وقيل: اذكر الله بلسانك حين تقوم إلى أن تدخل في الصلاة، عن الكلبي. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} قيل: صل له صلاة المغرب والعشاء، وقيل: في أوقات الليل. «وَإِدْبَارَ النُّجُومِ» ركعتي الفجر عن علي #، وابن عباس، وأنس بن مالك، وجابر، وقيل: صل صلاة الصبح المفروضة، عن الضحاك، وقيل: أراد نَزِّهْهُ في جميع أحوالك ليلاً ونهارًا، وقيل: لا تغفل عن ذكره صباحًا. ومساء، فلا يغفل عنك وعن حفظك، وروي عن علي # أنه سأل رسول الله ÷ عن إدبار النجوم؟ فقال: «الركعتان قبل الغداة» وعن أدبار السجود؟ فقال: «الركعتان بعد المغرب».