قوله تعالى: {والنجم إذا هوى 1 ما ضل صاحبكم وما غوى 2 وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4 علمه شديد القوى 5 ذو مرة فاستوى 6 وهو بالأفق الأعلى 7 ثم دنا فتدلى 8 فكان قاب قوسين أو أدنى 9 فأوحى إلى عبده ما أوحى 10}
  مجاهد. وقيل: إذا طلع وغرب؛ لأن حركاتها توصف بالهوي، عن أبي علي. وقيل: جماعة النجوم إذا أشرقت وسقطت يوم القيامة، عن الحسن. وقيل: هو الرُّجُوم يرمى بها الشياطين عن استراق السمع، عن ابن عباس. وقيل: هو القرآن ينزل ثلاث آيات، وأربع آيات، وسورة، وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة، عن الضحاك، والكلبي، والمجاهد. والعرب تسمي التفريق تنجيمًا، ومنه نجوم الدين، وقيل: هي النبت، وهويه: سقوطه في الأرض، ليس له ساق، عن الأخفش، وقيل: هو محمد، ÷ نزل من السماء السابعة ليلة المعراج، عن الصادق، وروي أن عتبة بن أبي لهب جاء إلى النبي ÷ وطلَّق ابنته، وتفل في وجهه، وقال: كفرت برب النجم، فقال: «اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك»، فسلط عليه أسدًا في طريق الشام وحوله جماعة يحفظونه، ففي ذلك يقول حسان:
  مَنْ يرجع العَامَ إلى أهله ... فما أُكيلُ السَّبِعْ بالرَّاجعِ
  قد كان هذا لكم عبرة ... للسَّيِّدِ المتبوع والتابعِ
  «مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ» يعني محمدًا ÷ «وَمَا غَوَى» قيل: ما فارق الحق إلى الضلال، وما غوى فيما يؤديه إليكم، وقيل: ما ضل فيما يؤدي، ولا خاب فيما تَحَمَّلَ؛ لأنه تعالى يثبته بجبريل «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى» أي: لا يتكلم عن جهة نفسه في أمور الشرع، يعني فيما أمر وشرع «إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» إليه «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى» قيل: هو جبريل، وهو القوي في نفسه وخلقته، عن ابن عباس، وقتادة، والربيع، وقيل: هو الله تعالى، ومعنى «شَدِيدُ الْقُوَى» أي: القوي القادر، وقيل: ذو مضاء في أمره «ذُو مِرَّةٍ» قيل: هو جبريل ذو قوة، عن مجاهد، وسفيان، والربيع، وابن زيد، وقيل: ذو صحة وخلق حسن، عن ابن عباس، وقتادة، قال الكلبي: ومن قوته أنه اقتلع قريات قوم لوط في الماء الأسود، ورفعها إلى السماء وقلبها، ومن شدته