قوله تعالى: {والنجم إذا هوى 1 ما ضل صاحبكم وما غوى 2 وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4 علمه شديد القوى 5 ذو مرة فاستوى 6 وهو بالأفق الأعلى 7 ثم دنا فتدلى 8 فكان قاب قوسين أو أدنى 9 فأوحى إلى عبده ما أوحى 10}
  بَيْنَ الْمُحَبِّينَ سِرٌّ لَيْسَ يُفْشِيهِ ... قَوْلٌ وَلاَ قَلَم لِلْخلْقِ يَحْكِيهِ
  سِرُّ يُمَازِجُهُ أُنْسٌ يُقَابِلُهُ ... نُوْرٌ تَحَيَّرَ فِيْ بَحْرٍ مِنَ التِّيهِ
  والصحيح ما حكيناه، عن أبي علي.
  وأما من حمل الاستواء والقرب والتدلي على الله تعالى فقد أحال؛ لأنها من صفات الأجسام، ولو جاز عليه لدل على حدوثه، وقد روي أن ذلك جبريل، عن ابن عباس، وابن مسعود، وعائشة، وجماعة من التابعين، على ما تقدم.
  · الأحكام: يدل قوله: «وَالنَّجْمِ» على عظم موقعه في القدرة والنعمة، ولا مانع من حمله على ظاهره حتى يصرف إلى وجه آخر مجازًا.
  وتدل الآيات على عصمة النبي ÷، وأنه قط ما ضل وما غوى، وما نطق إلا بوحي؛ لأنه أطلق ولم يفصل بين حال وحال.
  ومتى قيل: فوجب ألا يصح منه أن يجتهد؟
  قلنا: لو صدر عنه الاجتهاد لكان عن وحي، كاجتهاد العلماء.
  وتدل أن الدنو والتدلي كان من جبريل؛ لأنه عطفه على قوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} وعلى ما رويناه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فلا تعلق به لجهال المشبهة.