قوله تعالى: {والنجم إذا هوى 1 ما ضل صاحبكم وما غوى 2 وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4 علمه شديد القوى 5 ذو مرة فاستوى 6 وهو بالأفق الأعلى 7 ثم دنا فتدلى 8 فكان قاب قوسين أو أدنى 9 فأوحى إلى عبده ما أوحى 10}
  النهار، عن قتادة، وقيل: هو السماء، عن أبي علي، وروي أنه ÷ رأى جبريل مرتين: مرة في الأرض، ومرة في السماء، أما في الأرض ففي الأفق الأعلى؛ لأنه كان محوا فبدا، أتى جبريل من المشرق، وبالأفق إلى المغرب، فخر النبي ÷ مغشيًّا عليه، فنزل جبريل في صورة آدمي، وضمه إلى نفسه، وجعل يمسح الغبار عن وجهه. وأما في السماء فعند سدرة المنتهى، ولم يره أحد من الأنبياء على تلك الصورة غير محمد ÷ {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}، قيل: دنا جبريل بعد استوائه بالأفق من الأرض فتدلى، قيل: إلى محمد بالوحي، وأهوى إليه، فكان بينهما {قَابَ قَوْسَيْنِ} أي: قدر قوسين، «أَوْ أَدْنَى» قيل: بل أدنى، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، والربيع، وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، تقديره: ثم تدلى فدنا؛ لأن التدلي سبب الدنو {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} قيل: قدر قوسين، عن ابن عباس، وعطاء، وجماعة، وقيل: قاب قوسين حيث الوتر عن القوس، عن مجاهد، وقيل: أراد تأكيد القرب عند الوحي، وقيل: قدر ذراعين، عن سعيد بن جبير، وعطاء، وسفيان، وقيل: قدر الوتر من القوس مرتين، عن ابن مسعود «أَوْ أَدْنَى» قيل: بل أدنى، وقيل: وأدنى، وقيل: على شك المخاطب، أي: عندك قدر قوسين أو أدنى «فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ» قيل: أوحى الله إلى عبده، وقيل: أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى [إليه ربه ø]، عن الحسن والربيع، وابن زيد. «مَا أَوْحَى» قيل: أوحى إليه من كلامه، وأمره ونهيه، عن أبي علي، وقيل: أوحى إليه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}[الضحى: ٦] إلى قوله: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}[الشرح: ٤] عن سعيد بن جبير، وقيل: أوحى إليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتى تدخلها أُمَّتُك، وسئل أبو العباس بن عطاء عن هذه الآية؟ فقال: كيف أصف لكم مقامًا انقطع عنه جبريل وميكائيل وإسرافيل، وعن بعضهم: كان بينهما سِرٌّ كسر المحبين، وأنشد: