قوله تعالى: {ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى 31 الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى 32 أفرأيت الذي تولى 33 وأعطى قليلا وأكدى 34 أعنده علم الغيب فهو يرى 35}
  والإثم: الذنب، أَثِمَ فلان فهو آثم وأثيم، وتَأَثَّمَ: تحرَّج وكفَّ عنه، ونظيره: حَرِجَ: وقع في الحرج، وتَحَرَّجَ: كَفَّ.
  والأثوم: الكذاب من ذلك.
  والفحش والفحشاء: الفاحشة، والفاحش جمع، وكل شيء جاوز قدره، فهو فاحش، وأفحش: قال فُحْشًا، ورجل فَحَّاشٌ.
  اللمم: مقاربة الشيء من غير دخول فيه، ألمَّ بالشيء يلم إلمامًا: إذا قاربه، ومنه: ألممت بالرجل إلمامًا: نزلت به، وقال الفراء: اللمم أن يفعل الإنسان الشيء في المين لا تكون له عادة، ومنه إلمام الخيال، والإلمام: الزيادة التي لا تمتد، وكذلك اللمم، قال أمية:
  إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ... وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلمَّا
  أي: لم يلمَّ. بمعصية.
  أجنة: جمع جنين، الولد في البطن، أخذ من الستر، ومنه: الجن لاستتارهم عن أعين الناس، والجنون لستره العقل، والجَنَانُ: القلب؛ لأنه مستور بالصدر، والجَنَّةُ كَرْمٌ فيها أشجار، فيستره بهما، ومنه: المِجَنُّ؛ لأنه يستر النفس، والجُنة: ما استترت به من السلاح، والجَنِينُ: المقبور لستره، والجناجن: عظام الصدر، وجنان الليل: ظلمته؛ لأنه يستر كل شيء.
  والتزكية: التطهير، والتزكية: الحكم بطهارته وأنه زكي، وأصل الباب: النماء، وزكى الزرع: والزكي: الذي نما خبره وصلاحه، وجمعه: أزكياء، والزكي:
  الطاهر منه، قال الله تعالى: {نَفْسًا زَكِيَّةً}[الكهف: ٧٤] ومنة سمي محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن النفس الزكية لأخبار وردت فيه.