قوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى 48 وأنه هو رب الشعرى 49 وأنه أهلك عادا الأولى 50 وثمود فما أبقى 51 وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى 52 والمؤتفكة أهوى 53 فغشاها ما غشى 54 فبأي آلاء ربك تتمارى 55 هذا نذير من النذر الأولى 56 أزفت الآزفة 57 ليس لها من دون الله كاشفة 58 أفمن هذا الحديث تعجبون 59 وتضحكون ولا تبكون 60 وأنتم سامدون 61 فاسجدوا لله واعبدوا 62}
  وجمعها: قنوات؛ لأنها مما يقتنى، ومنه الأقنى، والقنى: أخذ تراب في الأنف، وقنى الشيء واقتناه: إذا أمسكه لنفسه لا لتجارة للزومه له، والمَقْنُؤَةُ مهموزة وغير مهموزة.
  والظل: الذي لا تصيبه الشمس، كأن الظل لازم له، وأحمر قان للزوم لونه، وأقنى: أعطى.
  والشعرى: كوكب خلف الجوزاء يتبعه، وهما الشِّعْرَيَان: العبور، والغُمَيْصَاء.
  ومن خرافات العرب أن سهيلًا والشعريين كانت مجتمعة، وسهيل صار يمانيًّا، فتبعته الشعرى العبور وعبر المجرة، فسمي عبورًا، وأقامت الغميصا، فبكت لفقد سهيل، حتى غمضت عيناها فسميت الغميضاء.
  والمؤتفكة: المنقلبة، وهو الذي يصير أسفلها أعلاها، ائتفك ائتفاكًا، ومنه:
  الإفك؛ لأنه قلب المعنى عن وجهه، وأصله: صرف الشيء عن وجهه، ومنه:
  الإفك، وهو الكذب.
  والمرية: الشك، امترى وتمارى شك.
  والآزفة: الدانية، أزفت: دنت، وأزف الرحيل: دنا، والآزفة: القيامة لدنوها، قال الشاعر:
  بَانَ الشَّبَابُ وَأَمُسَى الشَّيْبُ قَدْ أَزِفَا ... وَلاَ أَرَى لِشَبَابٍ ذَاهبٍ خَلَفَا
  والكاشفة: من كشف يكشف: إذا زال الستر.
  والسُّمودُ: اللهو، والسامد اللاهي، سَمَدَ يَسْمِدُ سُمودًا فهو سامد، ويقال للجارية: اسْمُدِي لنا، أي غَنِّي.