قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر 1 وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر 2 وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر 3 ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر 4 حكمة بالغة فما تغن النذر 5}
  جاءكم، وفيه من الحكمة البالغة والعظة الباهرة، ما فيه كفاية، وما فيه «مُزْدَجَرٌ» متناهى، عن مجاهد، وقيل: زجر كافٍ «حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ» يعني القرآن تام لا نقص فيه «فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ» أي: أيُّ شيء تنفع النذر مع تكذيبهم وإعراضهم، والنذر قيل: الزواجر المخوفة، وآيات الوعد والوعيد، وقيل: النذر: الرسل.
  · الأحكام: يدل أول الآيات على قرب الساعة، وهي القيامة، ولا حد يذكر في القوب؛ لأن العرب تستعمل لفظ القرب على سبيل الإضافة، فتختلف باختلاف مواضعها.
  وتدل على أن القمر انشقَّ معجزة لنبينا - ~، وإليه ذهب شيخانا، خلاف ما يقوله جماعة: أنه لم يكن.
  وتدل على ذم المعرض عن الأدلة، ووجوب التفكر.
  وتدل أن اتباع الهوى في الدين مذموم، وليس بعده إلا اتباع الأدلة، وذلك يدل أن المعارف مكتسبة.
  وتدل على أن الغرضَ من الزواجر والأنباء العظةُ، وإنما ينتفع به من يتفكر فيه، دون المعرض.
  وتدل على أن قوله: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} واتباع الهوى، والتكذيب فعلُهم، ليس بخلق الله؛ لاستحالة أن يخلق معجزة لرسوله، ثم يخلق في ألسنتهم أنها سحر، هذا ليس يفعله حكيم.