قوله تعالى: {فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر 6 خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر 7 مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر 8 كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر 9 فدعا ربه أني مغلوب فانتصر 10}
  والأجداث: جمع جدث، وهو القبر، وفيه لغتان: جدث بالثاء، وجدف بالفاء.
  والإهطاع: الإسراع بالأمر، أهطع فهو مهطع.
  · الإعراب: «خاشعًا» نصب على الحال، والعامل فيه: «يخرجون»، وجواب الأمر في قوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} تقديره: تول عنهم فإنهم يوم يدع الداعي، فحذف الفاء من جواب الأمر، وقيل: هو ابتداء وخبره: {يَقُولُ}، يعني يدعو الداعي يقولون.
  ورفع «جَرَادٌ» لأنه خبر «كَأَنَّ»، وحذف الياء من الداعي تخفيفًا، ودلت كسرة العين على الياء.
  {مُهْطِعِينَ} نصب على الحال.
  «كَذَّبَتْ» أنث؛ لأنه ذهب به مذهب القبيلة، تقديره: كذبت قبيلة نوح أو أسرته، وقيل: ذهب إلى أنه جمع، كقوله: {قَالَتِ الأَعْرَابُ}[الحجرات: ١٤] تقديره:
  قالت جماعة نوح.
  {قَبْلَهُمْ} نصب على الظرف.
  · المعنى: لما تقدم ظهور المعجزة وإعراضهم عنها أمره بالإعراض عنهم تهديدًا لهم وتسلية له، وعقبه بعظة نوح وغيره تأكيدًا، فقال - سبحانه -: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» أي: أعرض عنهم «يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ» قيل: أعرض عنهم إذا تعرضوا لشفاعتك يوم يدع الداع، وهو يوم القيامة، فلا تشفع لهم، كما لم يقبلوا منك، وقيل: فتول عنهم، فإنهم يوم يدع الداعي صفتهم ما بَيَّنَ، وقيل: فتول عنهم، فإنهم يعلمون مصداق قولك يوم يدع الداعي، ولا خلاف أن اليوم يوم القيامة، واختلفوا في الداعي قيل: إسرافيل يدعو