قوله تعالى: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر 11 وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر 12 وحملناه على ذات ألواح ودسر 13 تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر 14 ولقد تركناها آية فهل من مدكر 15 فكيف كان عذابي ونذر 16 ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر 17}
  المسامير، والدَّسْرُ: الدفع الشديد، يقال: دسره بالرمح، وأصل الباب: الدفع، وسميت صدر السفينة دسرًا؛ لأنها تَدْسُرُ الماء، أي: تدفعه، ومنه الحديث في العنبر: «هو شيء دسره البحر».
  والمدكر: «مفتعل» من الدكر، وأصله مُدْتَكِر، قلبت التاء دالاً لتؤاخي الدال بالميم، ثم أدغمت الدال فيها، فصار مُدِّكِرًا.
  والإنذار: التخويف، ومثله النذر، قال الفراء: وهما مصدران، تقول العرب:
  نذرت إنذارًا ونُذُرًا، وقيل: النُّذُر جمع نذير.
  والتيسير: التسهيل.
  · الإعراب: لم قال: {فَالْتَقَى الْمَاءُ} مع أن الالتقاء لا يكون إلا بين اثنين؟
  قلنا: لأنه اسم جنس.
  و {ذَاتِ أَلْوَاحٍ} صفة لمحذوف، أي: سفينة ذات ألواح.
  {وَدُسُرٍ} عطف على الألواح.
  {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِ} أي: فعل ذلك، وهو مصدر وضع موضع الحال.
  · المعنى: ثم. بَيَّنَ تعالى كيف أجاب دعاء نوح وكيف أهلك قومه، فقال سبحانه: «فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ» أراد: جرى الماء من السماء كجريانه إذا فتح عليه باب كان له مانًعا، وذلك مما لا يقدر عليه غيره - سبحانه - «بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ» كثير شديد الانصباب لم يقلع، ولم ينقطع أربعين يومًا، عن ابن عباس، وقيل: سائل، عن الكسائي، وقيل: هائل،