قوله تعالى: {كذبت ثمود بالنذر 23 فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر 24 أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر 25 سيعلمون غدا من الكذاب الأشر 26 إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر 27 ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر 28 فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر 29 فكيف كان عذابي ونذر 30 إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر 31 ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر 32}
  · القراءة: قراءة العامة: {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ} بالنصب على أن الواحد نعت للبشر، وقرأ ابن السمال العدوي: «واحِدٌ» بالرفع. إنا إن فعلنا ذلك وتركنا دين آبائنا، ومعناه: وهو واحد منا إذن.
  وقراءة العامة: «أَشِرٌ» بفتح الألف وكسر الشين، وعن مجاهد بفتح الألف وضم الشين، وهما لغتان، مثل: حَذِرٍ وحَذُرٍ، ويَقِظٍ ويَقُظٍ.
  قرأ ابن عامر وحمزة والأعمش ويحيى بن وثاب: «سَتَعْلَمُونَ» بالتاء على الخطاب. الباقون بالياء على الكناية، وهو من قول الله لرسوله، فأما الأول فخطاب لهم إما من الله تعالى أو من صالح #.
  وقراءة العامة: «الْأَشِرُ» بفتح الهمزة وكسر الشين، على أنها البطر، وقرأ أبو قلابة بفتح الشين وتشديد الراء على وزن «أَفْعَل» من الشر، قال أبو حاتم: لا تكاد العرب تتكلم بالأشر والأَخْيَرِ إلا في ضرورة الشعر، كقول وؤبة:
  بِلاَلُ خَيْرُ النَّاسِ وَابْنُ الأَخْيَرِ
  وإنما يقولون: خير وشر، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ}[آل عمران: ١١٠]. و {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا}[يوسف: ٧٧].
  قرأ الحسن، وقتادة: «كَهَشِيمِ الْمُحْتَظَرِ» بفتح الظاء، وأراد الحظيرة، وقرأ الباقون بكسر الظاء، وأرادوا صاحب الحظيرة.
  · اللغة: السُّعُرُ: جمع سعير، وهو النار المسعر، والسَّاعُور: التنور، يقال: ناقة مسعورة: إذا كان بها جنون، واستعر فلان جنونًا: إذا اعتراه الجنون، وأصله: التهاب الشيء، وهو شدة انتشار الشر.