قوله تعالى: {كذبت ثمود بالنذر 23 فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر 24 أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر 25 سيعلمون غدا من الكذاب الأشر 26 إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر 27 ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر 28 فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر 29 فكيف كان عذابي ونذر 30 إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر 31 ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر 32}
  ومنها: أنه كان يضيق عليهم الماء والمرعى بسبب الناقة.
  ومنها: اتباع صالح مع أنهم أهل رياسة.
  ومنها: ترك ما هم فيه من الرياسة والجاه.
  فدبروا في أمر الناقة بالقتل، فقال - سبحانه -: «فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ» أي: دعا أهل البلد واحدًا من شرارهم، وهو قُدار بن سالف، أشقى ثمود، فابتدر لقتلها حتى قتلها، «فَتَعَاطَى» أي: تناول الناقة بسيفه فعقرها ولم يشاركه فيه غيره، وقيل: ابتدر لقتلها تسعة منهم قُدار، عن أبي علي، فأهلكهم الله بالسيف، فقال - تعالى -: «فَكَيفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ» لهم وإنذاري إياهم «إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً» قيل: صاح بهم جبريل فماتوا عن آخرهم، وقيل: الصيحة العذاب، فلما ماتوا ومضت أيام «فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ» الهشيم: كل ما كان رطبًا فيبس، والمحْتَظِر بكسر الظاء: من جعل لغنمه حظيرة من الشوك والشجر، يعني كيابس الشجر في الحظيرة، مضت عليه الأيام فكسرت وتلاشت، عن ابن عباس، والضحاك، وقيل: كتراب الحظيرة، وقيل: كالعظام النخرة المتمزقة، عن ابن عباس، والضحاك. وقيل: كحشيش يابس يجمعه المحتظر لغنمه، فتأكله الغنم، وتحظيره: تجميعه، عن أبي علي، وقيل: كتراب يتناثر من الحائط، عن سعيد بن جبير، وقيل: كشجر بالٍ متفتت ذرته الريح، عن ابن زيد، وقيل: رمادًا محترقًا. «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا» سهلنا «الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» متعظ.
  · الأحكام: يدل حديث الناقة على معجزة لصالح.
  وتدل على شدة عنادهم، والتحذير عن مثل حالهم.
  وتدل أن الكفر بالآيات بعد الاقتراح يوجب عذاب الاستئصال على ما جرت به عادة الله - سبحانه -.
  وتدل أن التكذيب والعقر فِعْلُهمْ.