التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر 41 كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر 42 أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر 43 أم يقولون نحن جميع منتصر 44 سيهزم الجمع ويولون الدبر 45 بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر 46}

صفحة 6696 - الجزء 9

  والإنذار الإعلام بموضع المخافة ليتقى، والنذر: الإنذار، ومثله النكر والإنكار، والنذر أيضًا: جمع نذير، وهم الرسل.

  والمُقْتدِرُ: مُفْتَعِل من القادر، والقادر والقدير والمقتدر بمعنى، إلا أن في قدير ومقتدر مبالغة، يقال: قدر يقدر قدرًا، وقدرة، ومقدرة، وقدرانًا، واقتدر اقتدارًا فهو مقتدر.

  والزُّبُرُ: جمع زبور، وهو الكتاب ذو حكمة، يقال: زَبَرْتُ الكتاب أزبره: إذا أحكمته، وزبور: مكتوب.

  والأدهى: الأعظم في الدهاء، والدهاء عظم سبب الضرر مع شدة إزعاج النفس، وهو من الداهية، والجمع: دَوَاهٍ.

  والأَمَرُّ: الأشد في المرارة، فيكون من المُرّ الذي هو ضرب من الطعم، يقال: مر الشيء وأمر، والأَمَرُّ بمعنى المر، كالأثقل بمعنى الثقيل، وقيل: أمر من الأشد في استمرار البلاء من مررت الحبل: إذا أحكمت فتله.

  · النزول: قيل: نزل {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} يوم بدر، عن ابن عباس، وقتادة، والربيع.

  وعن مقاتل ضرب أبو جهل فرسه، فتقدم يوم بدر في الصف، وقال: ننصر اليوم من محمد وأصحابه.

  وعن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب ¥: لا أدري أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي ÷ يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فعلمت أنه يوم بدر.

  وقيل: بل نزلت في يوم الأحزاب، تفرقت جموع أبي سفيان، وظهر الإسلام،