التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام 204 وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد 205}

صفحة 836 - الجزء 1

  صاحب، ويقول: اللَّهم اشهد، فهو معنى قوله: «وَيُشْهِدُ اللَّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ» يعني يضمر خلاف ما يظهر من القول فبإضماره يشهد اللَّه على ذلك «وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ» قيل: شديد الخصومة، وقيل: أعوج في الخصومة لا يستقيم على خصومة عن مجاهد. وقيل: كاذب، عن الحسن. وقيل: شديد القسوة في معصية اللَّه جَدِلٌ بالباطل، عن قتادة. «وَإذَا تَوَلَّي» أعرض، عن الحسن. وقيل: ولَّى عن قوله الذي أعطاه، عن ابن جريج. وقيل: ملك الأمر فصار واليًا، عن الضحاك «سَعَى فِي الأَرْضِ» أي عمل فيها، وقيل: سار من عندك عن الأصم «لِيُفْسِدَ فِيهَا» قيل: ليقطع الرحم، ويسفك الدماء، عن ابن جريج. وقيل: ليظهر الكفر ويعمل بالمعاصي، عن الأصم وغيره. «وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ» النبات «وَالنَّسْلَ» الأولاد المراد نسل كل حي، وقيل: الحرث: الرجال، والنسل، الأولاد، ذكره الأصم «وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ» لا يريد «الْفَسَادَ» الكفر والمعاصي.

  · الأحكام: الآية تدل على أن النفاق يقبح في الدين.

  تدل على أن الإيمان ليس بمجرد قول.

  وتدل على جواز أن يحكم له بالإسلام في الظاهر، وإن كان يستسر خلافه.

  وتدل على أن النبي ÷ لا يعلم الغيب، فيكون الإمام أولى بذلك، فيبطل قول الإمامية.

  وتدل على أنه لا يعتبر القسم؛ لأنهم كانوا يحلفون كاذبين.

  وتدل على أنه لا يريد المعاصي؛ لأن المحبة متى علقت بالفعل، فالمراد الإرادة، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في الإرادة.