قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام 204 وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد 205}
  والكلبي. وسمي أخنس؛ لأنه خنس بجماعة بني زهرة من قتال النبي ÷ يوم بدر قال لهم: إن محمدًا ابن أختكم، فإن يك صادقًا لم تغلبوه، وكنتم أسعد الناس بصدقه، وإن يك كاذبًا فأنتم أحق من كف عنه، ويكفيكموه أوباش العرب، قالوا: الرأي ما رأيت، فانصرفوا، وكان حلو الكلام، فيجلس إلى رسول اللَّه ÷ ويظهر الإسلام، ورسول اللَّه يقبل عليه، ولا يعلم باطنه، ثم بَيَّتَ بنيِ ثقيف، وأهلك مواشيهم، وأحرق زروعهم، وكان حسن العلانية سيئ السر.
  وعن ابن عباس والضحاك: نزلت في سرية الرجيع، وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى النبي ÷ أنا قد أسلمنا فابعث إلينا نفرًا من علماء أصحابك مكرًا منهم، فبعث جماعة فيهم خبيب بن عدي، فنزلوا ببطن الرجيع، وأتاهم الخبر، فركب سبعون راكبًا، وأحاطوا بهم، وقتلوهم، وحمى الدبر رأس عاصم بن ثابت، وأسروا خبيبًا، ثم قتلوه وصلبوه، وفيهم نزلت الآية، ولهم قصة طويلة.
  وقيل: نزلت الآية في المنافقين، عن الحسن. وقيل: في المرائين يخدعون بلسانهم، فإذا تولوا ظلموا وأفسدوا.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حال المنافقين بعد ذكر أحوال المؤمنين والكافرين، فقال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجبُكَ قَوْلُهُ» أي تستحسن كلامه يا محمد، ويعظم في قلبك، والعجب كل شيء يعظم في قلبك «فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» يعني يقول: آمنت بك وأنا لك