التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الرحمن 1 علم القرآن 2 خلق الإنسان 3 علمه البيان 4 الشمس والقمر بحسبان 5 والنجم والشجر يسجدان 6 والسماء رفعها ووضع الميزان 7 ألا تطغوا في الميزان 8 وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان 9 والأرض وضعها للأنام 10 فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام 11 والحب ذو العصف والريحان 12 فبأي آلاء ربكما تكذبان 13}

صفحة 6713 - الجزء 9

  هو ورقه الأخضر في أول ما يرى من النبات، وروي نحوه عن ابن عباس، وقيل: هو ورق كل شيء، عن ابن كيسان. «وَالرَّيْحَانُ» قيل: هو الريحان الذي يشم، عن الحسن، وابن زيد، وقيل: الريحان الحب، عن ابن عباس، والضحاك، وقيل: هو الرزق، عن ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، وقيل: الريحان: الريح، عن سعيد بن جبير، وابن عباس، وقيل: هو الطعام، عن الضحاك، فالعصف التبن، والريحان الثمرة، جعل الله تعالى الحب للإنس قوتًا، والعصف قوتًا للبهائم. والريحان مشموم للإنس، نعمة منه وفضلاً «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» الخطاب للإنس والجن، أي: بأي نعم رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ أيها الثقلان، وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، والأصم وأبي علي، قال أبو علي: لأنهما مشتركان في التكليف، والوعد والوعيد، وقيل: أراد به الإنس، وخاطب بخطاب التثنية على عادة العرب.

  · الأحكام: تدل على عظيم نعمه تعالى بالقرآن لما فيه من بيان الأحكام.

  وتدل على عظيم نعمه بتعليم البيان.

  وتدل على حدث القرآن؛ لأن القديم لا يصح فيه التعليم.

  وتدل الآيات على إثبات صانع حكيم، وعلى صحة الحجاج في الدين.

  وتدل على عظيم نعمه والحث على شكره.

  وتدل على وجوب الإنصاف، والنهي عن البخس في حقوق الناس.

  وتدل أن الطغيان والبخس في الميزان فِعْلُ العبد، فيصحح قولنا في المخلوق.