التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار 14 وخلق الجان من مارج من نار 15 فبأي آلاء ربكما تكذبان 16 رب المشرقين ورب المغربين 17 فبأي آلاء ربكما تكذبان 18 مرج البحرين يلتقيان 19 بينهما برزخ لا يبغيان 20 فبأي آلاء ربكما تكذبان 21 يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان 22 فبأي آلاء ربكما تكذبان 23 وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام 24 فبأي آلاء ربكما تكذبان 25 كل من عليها فان 26 ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام 27 فبأي آلاء ربكما تكذبان 28 يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن 29 فبأي آلاء ربكما تكذبان 30}

صفحة 6715 - الجزء 9

  · اللغة: الصلصال: الطين اليابس الذي يَصِلُّ، أي: يصوت من تيبسه: إذا نقرته، وحمار مصلصل في نهيقه، ويُقال: هو صلصال ما لم تمسه النار، وإذا مسته النار فهو حينئذ فَخَّارٌ، وقيل: الصلصال المُنْتِنُ، من قولك: صل اللحم وصلل: إذا أنتن، ومنه قراءة من قرأ: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}⁣[السجدة: ١٠] بالصاد غير معجمة، أي: أنْتَنَّا، ويُقال: إنه من الصلة، وهي الأرض اليابسة.

  والفَخَّار: الطين الذي طبخ بالنار.

  والمارج: المضطرب المتحرك، وقيل: المختلط، يقال: أمرج الأمر: اختلط، ومرج الخاتم في يده: قلق واضطرب، ومرج الدين: فسد، وقلقت أسبابه، ومَرَجْتُ الدابة في المرعى: خليتها ترعى.

  والمشرق: موضع شروق الشمس وهو طلوعها، شَرَقَتِ الشمس تَشْرُقُ شروقًا:

  طلعت، وأشرقت: أضاءت وصفت.

  والمغرب: موضع الغروب.

  والبرزخ: الحاجز بين الشيئين، ومنه البرزخ: الحاجز بين الدنيا والآخرة.

  والجواري: جمع جارية، وهي السفينة، سميت بذلك لأنها تجري في الماء بإذن الله، ومنه: الجارية: المرأة الشابة؛ لأنها يجري فيها ماء الشباب.

  والأعلام: الجبال، واحدها: علم، قالت الخنساء:

  كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِهِ نَارُ

  والفَنَاءُ: انتفاء الجسم، فَنَى يَفْنَى فناءً، والفناء معنى يضاد الجواهر؛ وذلك لأن الجوهر باقٍ فلا ينتفي إلا بضد أو ما يجري مجرى الضد، وضده: الفناء.