التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد 207}

صفحة 838 - الجزء 1

  جَهَنَّمُ» أي كفاه عذاب جهنم جزاء «وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ» أي القرار، عن الحسن. وقيل:

  لأنه بدل من المهاد، فسمي باسمه.

  · الأحكام: الآية تدل على أن أفعال العباد فعلهم؛ إذ لو كان خلقًا له لما صح ردعه بقوله: «اتَّقِ اللَّه»، ولا صح أن تأخذه العزة بالإثم، ولا صح أن يُذَم وُيتَوعَّد بالعقاب.

  وتدل على أن من دعي إلى حق فتكبر عن قبوله كان ذلك كبيرة منه.

  وتدل على أن هذا النوع من الصنيع يجري مجرى التَّجَرُّؤ على اللَّه، فيقرب من الكفر.

  وتدل على أنه لا عذاب وراء عذاب جهنم، لذلك قال: «فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ».

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ٢٠٧}

  · القراءة: قرأ الكسائي بميل «مرضات» كل القرآن؛ ليدل على الأصل لمكان الياء من رضي يرضى، والباقون بالتفخيم؛ لمكان الفتح الذي قبله.

  · اللغة: يشري: يبيع، قال الشاعر: