قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد 207}
  وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي مِنْ بَعْـ ... ـد برْدٍ كنتُ هَامَهْ
  أي بعت. وقد جاء «شرى» بمعنى «اشترى»، والأول أكثر، والأصل فيه الاستبدال. والبيع: استبدال الثمن بالعوض. والشراء: استبدال العوض بالثمن، ومنه: {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}.
  والرأفة: الرحمة، والرؤوف الرحيم: كثير الرحمة.
  · الإعراب: «ابتغاء»: نصب لأنه مفعول له، كأنه قيل: لابتغاء مرضات اللَّه، ثم نزع اللام منه، فوصل الفعل إليه فنصبه.
  ويقال: لم جاز: فَعَلَهُ خوفًا، أي للخوف، ولم يجز: فَعَلَهُ زيدًا أي لزيد؟
  قلنا: لأن في ذكر المصدر دليلاً على الغرض الداعي إلى الفعل، ولا كذلك ذِكْر زيد، ولأنه في قوله: فعله لزيد يحتاج إلى حذفين؛ لأن معناه لسبب زيد، أو لأجل زيد، ولا يحتمل الكلام حذفين كما احتمل واحدًا.
  · النزول: قيل: نزلت في صهيب مولى عبد اللَّه بن جدعان فتنه المشركون ليرجع عن دينه، وقيل: خرج مهاجرًا فأخذوه فقال: أنا شيخ لا أنفعكم بأن أكون معكم، ولا أضركم بأن أكون عليكم، فخذوا مالي واتركوني، فأخذوه وخلوه، فأنزل اللَّه تعالى فيه هذه الآية، عن عكرمة.