قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيه الثقلان 31 فبأي آلاء ربكما تكذبان 32 يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33 فبأي آلاء ربكما تكذبان 34 يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران 35 فبأي آلاء ربكما تكذبان 36 فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان 37 فبأي آلاء ربكما تكذبان 38 فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان 39 فبأي آلاء ربكما تكذبان 40 يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام 41 فبأي آلاء ربكما تكذبان 42 هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون 43 يطوفون بينها وبين حميم آن 44 فبأي آلاء ربكما تكذبان 45}
  لها أم بغيره «فَيَوْمَئِذٍ» أي: يوم القيامة «لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ» قيل: في ذلك الموطن لا يسأل لما يلحقه من الدهش، وإن كان يسأل في غيره من المواطن، ويقال: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}[الصافات: ٢٤]، وقيل: تكون المسألة، ثم يختم على الأفواه عند لزوم الحجة، وتنطق الجوارح، عن قتادة، وقيل: لا يسألون؛ لأنه تعالى عالم بذلك، وكذلك الحفظة من الملائكة، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وقيل: لا تسألهم الملائكة؛ لأنهم يعرفونهم بسيماهم، عن ابن عباس، ومجاهد، وقيل: لا يسألون سؤال تعريف هل عملتم؛ لكن يسألون سؤال توبيخ: لِمَ فعلتم؟ عن الزجاج، وقيل: هناك مواطن يسأل في بعضها، ولا يسأل في بعض، وقيل: لا يسألون سؤال استفهام لكن سؤال توبيخ وتقريع، عن ابن عباس. وقيل: لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم «إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ»، عن أبي العالية، أي: لا يسأل عن ذنب المجرم غيره من الجن والإنس «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ» بعلاماتهم، وهي سواد الوجوه، وزرق العيون، عن الحسن، وقتادة، وقيل: أمارات الخزي «فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ» قيل: تأخذهم الزبانية، فتجمع بين نواصيهم وأقدامهم بالغُلِّ، ثم يسحبون ويقذفون فيها، عن الحسن. «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» بتميز أهل الثواب من أهل العقاب، أو بإخباره إياكم عن تلك المقامات لتستعدوا لها «هَذِهِ جَهَنَّمُ» يعني ويقال: لهم هذه جهنم «الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ... يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ» يعني بين عذاب جهنم، وبين حميم آن، قد انتهى حره، عن ابن عباس، والضحاك، والحسن، وقتادة، وسفيان، وقيل: هو وادٍ من أودية جهنم، يجتمع فيه صديد أهل النار، فينطلق بهم وهم في الأغلال، فيغمسون في ذلك الوادي حتى تنخلع أوصالهم، ثم يخرجون منها وقد جدد الله خلقهم، فيلقون في النار، عن كعب، وقيل: مرة يعذبون بالنار، ومرة بتجرع هذا الماء والصب عليهم، عن