التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيه الثقلان 31 فبأي آلاء ربكما تكذبان 32 يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33 فبأي آلاء ربكما تكذبان 34 يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران 35 فبأي آلاء ربكما تكذبان 36 فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان 37 فبأي آلاء ربكما تكذبان 38 فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان 39 فبأي آلاء ربكما تكذبان 40 يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام 41 فبأي آلاء ربكما تكذبان 42 هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون 43 يطوفون بينها وبين حميم آن 44 فبأي آلاء ربكما تكذبان 45}

صفحة 6725 - الجزء 9

  عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ» قيل: لهب النار، عن ابن عباس، وقتادة، وهو اللهب الذي لا دخان فيه، وقيل: هو اللهب الأخضر المنقطع عن النار، عن مجاهد، وقيل: هو الدخان الذي يخرج من اللهب، ليس بدخان الحطب، عن الضحاك، والنحاس: قيل: الصُّفْرُ المذاب للعذاب، عن ابن عباس، ومجاهد، وسفيان، وقتادة، وقيل: النحاس: الدخان، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقيل: النحاس: المُهْلُ، عن ابن مسعود، وقيل: القِطْرُ، عن الربيع، وقيل: دُرْدِيُّ الزيت، عن الضحاك، وقيل: هو الذي له ريح شديد، عن الكسائي، وقيل: هي خمسة أنهار من صفر ذوائب تصب على رؤوسهم، عن مقاتل، وقيل: يمطر عليهم بالصفر المذاب. واختلفوا فقيل: هذا يفعل بهم في النار، وقيل: بل قبل دخول النار، وقيل: الدخان يحشرهم إلى المحشر «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» بأي نعمه؟ بإخباركم بهذه الحالة لتحترزوا أم بغيره من النعم؟ «فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ» قيل: تقطعت وانفرجت «فَكَانَتْ وَرْدَةً» أي: صارت حمراء كالورد الأحمر، تتلون بلون الورد، وقيل: متغيرة، قال قتادة: إنها اليوم خضراء، وسيكون لها يومئذ لون آخر هي الحمرة، وقيل: الوردة هي المهرة تنقلب حمراء بعد أن كانت صفراء «كالدِّهَانِ» أي: كالدهن، عن مجاهد، وأبي العالية، وقتادة، والدهن ألوان، شبه السماء بألوانه. وقيل: كالدهان الذي يصب بعضه على بعض بألوان مختلفة، عن الحسن، وقيل: كعك الزيت يتلون ألوانًا، عن عطاء بن أبي رباح، وقيل: يرون السماء كالدهن، وذلك حين يصيبها حر جهنم، وقيل: كدهن الورد الصافي، عن مقاتل، وقيل: كالأديم الأحمر، وجمعه: أدهنة، عن الكلبي، قيل: كلون الفرس الورد يتغير، عن الضحاك، والربيع، وقيل: إذا فرغ من المحاسبة وبرزت الجحيم، فتؤثر في السماء، فتصير محمرة، ثم تذوب، فتسيل كالدهن، وتسود وجوه العصاة، وتأخذهم الملائكة يعرفون بسيماهم، وروي أن سماء الدنيا من الحديد «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» أي: بأي نعمه وبإخباره بأحوال القيامة، لتستعدوا