التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة 1 ليس لوقعتها كاذبة 2 خافضة رافعة 3 إذا رجت الأرض رجا 4 وبست الجبال بسا 5 فكانت هباء منبثا 6 وكنتم أزواجا ثلاثة 7 فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة 8 وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة 9 والسابقون السابقون 10 أولئك المقربون 11 في جنات النعيم 12}

صفحة 6738 - الجزء 9

  · اللغة: الوقع: ظهور الشيء بالحدوت، كظهور الساقط بحضرة الرائي، وقع يقع وقوعًا، وهو واقع، والأنثى واقعة.

  والرجرجة: الاضمطراب، كجارية رجراجة، والرَّجُّ: تحريك الشيء، يقال: رَجَجْتُ الحائط، وارتج البحر: اضطرب، وارتج السهم عند خروجه من القوس.

  والبَسُّ: مصدر بسست الحنطة أبسها، إذا دستها، وهي البسة، ويُقال: البسيسة السويق أو الدقيق يلت ويتخذ زادًا، وأصله: الخلط، قال نصر بن غطفان:

  لا تَخْبِزَا خَبْزًا وبُسَّا بَسَّا

  والهباء: غبار كالشعاع في الرقة.

  والانبثاث: افتراق الأجزاء الكثيرة فى الجهات المختلفة.

  · الإعراب: العامل في «إذا» محذوف، تقديره: اذكر إذا وقعت الواقعة.

  «كاذبة» نعت لمحذوف، أي: ليس قضية كاذبة فيها، ويجوز: ليس لها تعيين كاذبة في الخبر بها، وقيل: الكاذبة مصدر، كما يقال: لاغية، أي: لغو، وخائنة، أي: خيانة عن الكسائي، تقديره: ليس في وقعتها كذِبٌ، بل هو صِدْقٌ.

  {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} خبر ابتداء محذوف، أي: هي خافضة، والهاء فيهما للمبالغة، كما يقال: علّامة ونسَّابة، قال الفراء: هو اسم كالعافية.

  {هَبَاءً} نصب بنزع الخافضة، أي: كالهباء، وقيل: إنه خبر (كان).

  {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} خبره محذوف كأنه قيل: أيُّ شيء هم.