التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون 14}

صفحة 255 - الجزء 1

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ١٤}

  · القراءة: ظاهر القراءة «لقوا» وعن بعضهم «لاقوا» والمعنى واحد، غير أنه لا تجوز القراءة إلا بما ظهر نقله واستفاض عن النبي ÷ وأصحابه ¤.

  · اللغة: اللقاء: نقيض الحجاب، قال الخليل: كل شيء استقبل شيئًا وصادفه فقد لقيه، وأصل اللقاء اجتماع مع الشيء على طريق المقابلة، يقال: لاقيت بين طرفي القضيب حتى تلاقيا واجتمعا.

  والخلا: نقيض المَلاَ، يقال: خلا خلاء، وأخلاه إخلاء، وخلاه تخلية، والخلاء: المكان الخالي، وفي العالم خلأ وملأ عندنا، خلاف أبي القاسم أنه ملأ.

  والهُزْءُ والسخرية بمعنى، ونظيره الهزل، ونقيضه الجِدُّ.

  والشيطان: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب، عن أبي عبيدة، وقال غيره: المتمرد من كل جنس، وأصله من. «شطن» إذا بعد، كأنه بعد عن الخير، ووزنه فَيْعَال، وقيل: هو من الشَّيْطِ، وهو الاحتراق، كأنه يسمى بما يؤول إليه حاله، ووزنه فعلان، يقال: شطن الرجل، وتشيطن، إذا صار كالشيطان.

  · الإعراب: «لقوا» أصله: لَقِيُوا فاستثقلت الضمة على الياء، فنقلت إلى القاف، وسكنت