قوله تعالى: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد 207}
  وقيل: نزلت في قصة وقعة الرجيع لما قتل خبيب بن عدي شرى الزبير والمقداد أنفسهما لإنزاله من خشبته، وقد تقدم ذكر القصة، فنزلت الآية، عن ابن عباس والضحاك.
  وقيل: نزلت في رجل أمر بمعروف ونهى عن منكر، عن عمر وعلي وابن عباس.
  وقيل: نزلت في المهاجرين والأنصار، عن قتادة، قال: ما هم أهل حروراء، ولكنهم المهاجرون والأنصار.
  وقيل: نزلت في المجاهدين، عن الحسن وأبي علي.
  وقيل: نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال ابن عباس: أرى ههنا من إذا أُمِرَ بالمعروف أخذته العزة بالإثم، وأرى من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى اللَّه، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم فيقول هذا: وأنا أشري نفسي، فقاتله، فكان إذا قرأ هذه الآية يقول: اقتتلا قرب الكعبة.
  وقيل: نزلت في علي بن أبي طالب # بات على فراش رسول اللَّه ÷ ليلة خروجه إلى الغار، عن ابن عباس. وروي أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللَّه تعالى بك الملائكة؟ فنزلت الآية بين مكة والمدينة، عن السدي.
  · المعنى: عاد إلى وصف المؤمن الآمر بالمعروف في قوله: «وَإذَا قِيلَ»؛ لأن القائل هو المؤمن، فقال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ» أي يبيع نفسه «ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّه» أي طلب رضا اللَّه، ويشري ههنا اتساع؛ لأنه ليس ههنا بيع ومبيع على الحقيقة،