قوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة 1 ليس لوقعتها كاذبة 2 خافضة رافعة 3 إذا رجت الأرض رجا 4 وبست الجبال بسا 5 فكانت هباء منبثا 6 وكنتم أزواجا ثلاثة 7 فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة 8 وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة 9 والسابقون السابقون 10 أولئك المقربون 11 في جنات النعيم 12}
  الأنبياء إلى كل ما أمر الله بها، وقيل: الناس ثلاثة: رجل ابتكر الخير في حداثة سنه وداوم عليه حتى خرج من الدنيا، فهو السابق، ورجل ابتكر عمره بالذنوب، ثم تاب فهو صاحب يمين، ورجل ابتكر الشر في حداثة سنه، وداوم عليه حتى خرج من الدنيا، وهذا صاحب شمال.
  ومتى قيل: لم كان السابق إلى الإيمان أفضل؟
  قلنا: لوجوه:
  أحدها: أنه أسلم لله، ولحسن الإسلام، وبعده قد يكون لرغبة ورهبة.
  وثانيها: أن إسلامه قد يكون لطفًا لغيره، فإذا رآه أسلم.
  وثالثها: أنه ربما يدعو غيره كما كان يفعله أبو بكر.
  ورابعها: أنه يكون قدوة يُقْتَدَى به.
  وخامسها: أنه سَنَّ سنَّةً حسنة.
  «أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» من رحمته وكرامته «فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ» أي: يكرمهم في الجنة.
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: وقوع القيامة لا محالة، وأنه لا تكذيب في كونها.
  ومنها: ما يختص به من رَفْعِ قوم، وخَفْضِ قوم.
  ومنها: ما في الخبر به من اللطف للمكلفين.
  ومنها: ما يدل على أشراط الساعة، من اضطراب الأرض، وتفريق الجبال.