قوله تعالى: {ثلة من الأولين 13 وقليل من الآخرين 14 على سرر موضونة 15 متكئين عليها متقابلين 16 يطوف عليهم ولدان مخلدون 17 بأكواب وأباريق وكأس من معين 18 لا يصدعون عنها ولا ينزفون 19 وفاكهة مما يتخيرون 20 ولحم طير مما يشتهون 21 وحور عين 22 كأمثال اللؤلؤ المكنون 23 جزاء بما كانوا يعملون 24 لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما 25 إلا قيلا سلاما سلاما 26}
  الجنة على صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة. «بِأَكْوَابٍ» جمع كوب، وهي أباريق واسعة الرؤوس، لا خراطيم لها، عن قتادة. «وَأَبَارِيقَ» جمع إبريق، وهي. التي لها عرى وخراطيم، سمي بذلك إبريق له. «وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ» أي: كأس خمر معين، ظاهرة للعيون، جارية «لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا» أي: لا تصدع رؤوسهم من شربها، وإن أكثروا «وَلاَ يُنزِفُونَ» قد بينا اختلاف القراء، ومعنى كل واحد، وبحمله عليها، فإنها لا تنفد، ولا تسكر زيادة في سرورهم ونشاطهم «وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ» أي: يختارون ويشتهون، وتقديره: يختارونها أسقط الهاء لرؤوس الآي «وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ» وعن النبي ÷ «إن في الجنة لطيرًا كالبُخَاتي»، فقال أبو بكر: يا رسول الله: إنها لناعمة؟ فقال ÷: «من أكل منها أنعم منها، وإني لأرجو أن تأكل منها يا أبا بكر». «وَحُورٌ» قيل: بيض، عن الحسن، وروي مرفوعًا. «عِينٌ» قيل: واسعات العيون، وقيل: وجوارٍ تحور فيها العيون، عن مجاهد. «كَأَمْثَالِ» أشباه «اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ» المخزون في الصدف، لم تمسه الأيدي «جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» أي: يعطون ذلك جزاء على أعمالهم في الدنيا «لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا» أي: لا يتكلم بشيء لا فائدة فيه، واللغو: كل كلام يجب أن يلغى «وَلَا تَأْثِيمًا» كلامًا يأثم به قائله، وقيل: اللغو: المزاح، والتأثيم: الذي فيه أذى، أو بشيء غيره كالشتم ونحوه «إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا» قيل: لكن يسلم بعضهم على بعض، وقيل: الملائكة تسلم عليهم.
  · الأحكام: تدل الآيات على وصف نعيم الجنة المعدة للسابقين.
  ويدل قوله: {لَا يَسْمَعُونَ} أن بعضهم لا يؤذي بعضًا.
  ويدل قوله: {يَتَخَيَّرُونَ} أنهم يختارون، وليس لأن فيها ما ليس بمختار، لكن يقدم