التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال 41 في سموم وحميم 42 وظل من يحموم 43 لا بارد ولا كريم 44 إنهم كانوا قبل ذلك مترفين 45 وكانوا يصرون على الحنث العظيم 46 وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون 47 أوآباؤنا الأولون 48 قل إن الأولين والآخرين 49 لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم 50 ثم إنكم أيها الضالون المكذبون 51 لآكلون من شجر من زقوم 52 فمالئون منها البطون 53 فشاربون عليه من الحميم 54 فشاربون شرب الهيم 55 هذا نزلهم يوم الدين 56}

صفحة 6754 - الجزء 9

  والحميم: الماء الحار الشديد الحرارة.

  واليحموم: الأسود الشديد السواد، تقول العرب: أشد اليحموم شديد السواد، وهو مفعول من الحم، وهو الشحم المسود باحتراق النار، يقال: حَممْتُ الرجل: سحَمْتُ وجهه بالفحم، والأحم: الذي فيه سواد، والحميم: الأسود.

  والتَّرَفُّهُ: النعمة، والمترف: الممتنع من أداء الواجبات طلبًا للترفه، وهي الرفاهية والنعمة.

  والإصرار: الإقامة للأمر بالعزم عليه، والإصرار على الذنب: الإدامة عليه، وهو نقيض التوبة منه.

  والحنث: نقض العقد المؤكد بالحلف، حنث في يمينه، نقيض: بَرَّ.

  والزقوم: ما يبتلع بِتَصَعُّبٍ، تَزَقَّمَ تَزَقُّمًا: إذا ابتلعه بتصعب.

  والهيم: الإبل العطاش التي لا تروى من الماء؛ لما يصيبها من الداء، الواحد: هَيمَى، والأنثى: هَيْمَاءُ. ومن العرب من يقول: هائم وهائمة، ويجمع على هُيَم، والداء هو الهُيام.

  والنُّزُل: الأمر الذي ينزل عليه صاحبه، ومنه المنزل الجاري للإنسان من الحر.

  · الإعراب: الشجر يذكر ويؤنث؛ فلذلك قال: {فَمَالِئُونَ مِنْهَا}، و (شَارِبُونَ عَلَيْهِ)، وقيل: التذكير والتوحيد على اللفظ، والتأنيث والجمع على المعنى، وقيل: التذكير على الجنس، والتأنيث على المبالغة، وكذلك الثمر، يُذَكَّرُ ويؤنث.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حال أصحاب الشمال، فقال - سبحانه -: «وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا