قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 208}
  وسورة محمد، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم ويعقوب ههنا بكسر السين، والباقي بالفتح، وقرأ حمزة في الأنفال بفتح السين، والباقي بالكسر، وقيل: «السلم» بالفتح من المسالمة، ومنه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} والسِّلم بالكسر الإسلام، وقيل: هما بمعنًى، ويستعمل كل واحد في موضع الآخر، إلا أن الكسر أغلب في موضع الإسلام.
  · اللغة: كافة: جماعة، أخذ من كففت الشيء جمعته، وكف: انقبض، وأصله الجمع، وقال الزجاج: وأصله من المنع، تقول: كففته عن كذا أي منعته.
  خطوات الشيطان: آثاره، وفيه ثلاثة أوجه: سكون الطاء على الأصل، والضم على الإتباع، والفتح على وزن صفحات.
  · النزول: قيل: نزلت في أهل الكتاب، عن ابن عباس. وقيل: في قوم من اليهود أسلموا وسألوا النبي ÷ أن يبقي عليهم تحريم السبت والقيام بالتوراة، عن عكرمة.
  وقيل: في عبد الله بن سلام وأصحابه. وقيل: نزلت في جميع المؤمنين.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الفِرَقِ الثلاث دعا الجميع إلى الانقياد والطاعة في المستقبل، فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» صدقوا اللَّه ورسوله «ادْخُلُوا» قيل: معناه دوموا فيما دخلتم فيه، كقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا» على أنه خطاب للمؤمنين. ويقال لمن