قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 208}
  يأكل: كل، وقيل: خطاب لأهل الكتاب أي ادخلوا في جميع أحكام الإسلام، ولا تتبعوا شيئًا من اليهودية، وقيل: «يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا» بالنبي ÷ «ادْخُلُوا» في جميع شرائعه، عن القاضي «فِي السّلْمِ» قيل: في الإسلام، عن الحسن والضحاك والسدي، وقال بعض شعراء كندة لما ارتد قومه مع الأشعث:
  دَعَوْتُ عَشِيرتِي لِلسِّلْم لَمَّا ... رَأَيْتُهُم تَوَلَّوْا مُدْبِرِينَا
  وقيل: في المسالمة حتى لا يكون بعضكم حربًا لبعض، وقيل: في الدين، عن طاووس، وقيل: في الطاعة، عن قتادة والربيع، وقيل: في أهل الإسلام وأحكامهم، عن مجاهد، وقيل: في أنواع البر، عن سفيان الثوري والجميع متقارب يرجع إلى شيء واحد وهو الاستسلام الذي هو الانقياد كأنه قيل: كونوا منقادين، ولا تفارقوا الجماعة «كَافَّةً» جميعًا، قيل: ادخلوا جميعا عن عكرمة، وقيل: جميع المؤمنين فيكون حالاً من ضمير المؤمنين عن الحسن وجماعة «وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» آثاره ونزغاته فيما يزين لكم من اتباع التوراة، ومن تحليل الخمر ونحوه «إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ» مظهر لعداوته، يعني واضح العداوة، فكأنه بما ظهر منه مخبر بها، وقيل: إنه إثارة العداوة لآدم حتى امتنع من السجود، عن أبي علي.
  · الأحكام: الآية تدل على أن الواجب التمسك بجميع شرائع الإسلام، وأنه لا ينفع الانقياد لبعضه مع ترك بعض، ولهذا قال أصحابنا: إنه لا يصير مسلمًا ما لم يتبرأ من سائر الأديان.