قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم 75 وإنه لقسم لو تعلمون عظيم 76 إنه لقرآن كريم 77 في كتاب مكنون 78 لا يمسه إلا المطهرون 79 تنزيل من رب العالمين 80 أفبهذا الحديث أنتم مدهنون 81 وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون 82 فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون 85}
  تُكَذِّبُونَ» قيل: تجعلون حظكم من الخير الذي هو رزقكم أنكم تكذبون به، قيل: تجعلون شكر رزقكم التكذيب، عن ابن عباس، وأبي علي، وقيل: حظكم من القرآن الذي رزقكم الله التكذيب به، عن الحسن، وقيل: أراد بالرزق الشكر، وروي أن النبي ÷ قال: «وتجعلون شكركم أنكم تكذبون» وقيل: إنه لغة أزد شنوءة، وقيل: تكفرون بالمنعم، وترون النعم من النجوم «فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ» يعني هلّا إذا بلغت الروح وهي النفس عند خروجها من الجسد في حال النزع، وقيل: فهلا إذا بلغت النفس التي زعمتم أن الله لا يبعثها الحلقوم، عن الحسن، وحذف النفس لدلالة الكلام عليه، قال الشاعر:
  أَمَاوِيَّ ما يُغْني الثراءُ عن الفتى ... إذا حَشَرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصدرُ
  «وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» قيل: الخطاب للمريض، أي: تنظرون في حال النزع حيارى لا تقدرون على دفع ما نزل بكم، ولا تلافي ما فات عنكم، وقيل: تنظرون إلى أمري وسلطاني وتعلمون ضرورة بطلان ما قلتم، وقيل: الخطاب لمن حضر الميت من أهله، عن ابن عباس، وأبي علي. «تَنْظُرُونَ» إلى ما نزل بالمريض في النزع، فلا تقدرون على دفع شيء منه، ولا تبصرون من حضره من الملائكة، وقيل: تنظرون إلى ما نزل به، ومتى تخرج نفسه، وقيل: تنظرون إلى أهليكم وأموالكم، وتعلمون أنها زائلة، ولكن لا تعلمون في الحال «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِنْكُمْ» قيل: بالقدرة بالدفع عنه، وقيل: بالقدرة عن قبض روحه وإماتته، وقيل: أراد رسلنا أقرب إليه منكم «وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُونَ» ما به، أي: لا تعلمون.
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: عظم حال القرآن وموقعه من الدين، والدلالة والإعجاز.