التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلولا إن كنتم غير مدينين 86 ترجعونها إن كنتم صادقين 87 فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم 89 وأما إن كان من أصحاب اليمين 90 فسلام لك من أصحاب اليمين 91 وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم 94 إن هذا لهو حق اليقين 95 فسبح باسم ربك العظيم 96}

صفحة 6769 - الجزء 9

  وعن عائشة عن النبي ÷ «أنه قرأ:» فَرُوحٌ «بضم الراء»، والقراء بأسرهم على الفتحة «فَرَوْحٌ»، وخبر عائشة من الآحاد التي لا يثبت بمثلها القرآن.

  · اللغة: الدِّينُ: الجزاء، والدِّين: الحساب، والدِّين: العادة، والدِّين: ما يدان به، وفي المثل: كما تدين تدان، أي: كما تفعل تجازى به، وقيل: أهذا دِينُهُ أبدًا ودِينِي أي: عادته وعادتي.

  والرجع: جعل الشيء على صفة كان عليها قبل.

  والريحان: ما يشم بحاسة الأنف، وأصله روحان؛ لأنه من الواو إلا أنه خفف، وأهمل التثقيل للزيادة التي لحقته من الألف والنون، عن الزجاج.

  والتصلية: تفعيل من الاصطلاء بالنار، وهو الإدخال فيها ليحترق، وأصله من اللزوم، صَلَّاهُ الله النار تصلية: إذا ألزمه الإحراق بها.

  · الإعراب: يقال: أين جواب (لولا)؟

  قلنا: في قوله: «ترجعونها» وهو جواب (لولا) الأول، والثاني: أجيبا بجواب واحد، لأن كل واحد منهما في معنى الآخر، ونظيره: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ}⁣[البقرة: ٣٨]، وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: فهلا إن كنتم غير مدينين ترجعون نفسه إلى بدنه إذا بلغت الحلقوم وأنتم تنظرون.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى عجزهم عن رَدِّ ما نزل بهم، وبين ترتيب المكلفين، فقال سبحانه: