قوله تعالى: {فلولا إن كنتم غير مدينين 86 ترجعونها إن كنتم صادقين 87 فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم 89 وأما إن كان من أصحاب اليمين 90 فسلام لك من أصحاب اليمين 91 وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم 94 إن هذا لهو حق اليقين 95 فسبح باسم ربك العظيم 96}
  «فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيرَ مَدِينِينَ» أي: غير محاسبين؛ وقيل: غير مملوكين؛ لأن العبد تحت جزاء مولاه «تَرْجِعُونَهَا» أي: هلا رددتم الأرواح إلى الأنفس إن كان على ما زعمتم، وكنتم صادقين أن لا صانع ولا بعث، فإذا لم تقدروا عليه، فاعلموا أن ذلك تقدير مدبر حكيم «فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ. فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ» قيل: الرَّوْح: الراحة، عن ابن عباس، ومجاهد، يعني من تكاليف الدنيا ومشاقها، والريحان: الرزق، عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وأبي علي، ونعيم الجنة، وقيل: الرَّوْح النسيم الذي تستريح إليه النفس، وقيل: الرَّوْح الفرح، عن سعيد بن جبير، وقيل: الريحان المشموم، وكل نبات طيب الريح فهو ريحان، عن الحسن، وقتادة، وقيل: يبشر بالرَّوْح والريحان، والخلد في الجنة، وقيل: «فَرَوْحٌ» أي: بشارة بالحياة الطويلة، عن الحسن، وقيل: الريحان صفة كل نباهة وشرف، وقيل: الرَّوْح الرحمة، وقيل: لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض، وقيل: الرَّوْح: النجاة من النار، والريحان: دخول دار القرار ونعيم الجنة، وقيل: رَوح في القبر، وريحان في الجنة، وقيل: رَوح في القبر، وريحان في القيامة «وَجَنَّتُ نَعِيمٍ» يدخلونها «وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ. فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ» قيل: معناه سلامة لك يا محمد منهم، فلا تهتم بشأنهم، فإنهم سلموا من العذاب، وهو كقولك: حسبك به كرمًا، أي: لا تطلب زيادة على حاله، وقيل: فسلام لك أنك من أصحاب اليمين، فحذفت «أنك»، وذلك أن الملائكة يسلمون عليه عند النزع، ويبشرونه، فَكَأَنَّهُ قيل: وسلام عليك لأنك من أصحاب اليمين؛ عن الفراء، وقيل: معناه سلام عليك من أصحاب اليمين؛ لأنهم كانوا يسلمون عليه، وإذا كانوا كذلك فهم مؤمنون، عن أبي علي، وقيل: فسلام لك أيها الإنسان الذي أنت من أصحاب اليمين من عذاب اللَّه، وتسلم عليه الملائكة، عن قتادة، وقيل: سلمت