قوله تعالى: {فلولا إن كنتم غير مدينين 86 ترجعونها إن كنتم صادقين 87 فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم 89 وأما إن كان من أصحاب اليمين 90 فسلام لك من أصحاب اليمين 91 وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم 94 إن هذا لهو حق اليقين 95 فسبح باسم ربك العظيم 96}
  مما تكره؛ لأنك من أصحاب اليمين، وقيل: سلام لك، أي: ترى فيهم ما تحب من السلامة، عن الزجاج. «وأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ» بالدين، و «الضَّالِّينَ» عن الحق «فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ» أي: نزله الذي يقام له، ورزقه المعد له الحميم، قيل: هو الماء الحار، وقيل: ما يجتمع من صديد أهل النار «وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ» الحار النار [أي] وألزموها دائمًا، «إِنَّ هَذَا» ما تقدم من الوعد والوعيد، وقيل: هذا القرآن، عن قتادة، وقال: ما من أحد إلا ويعلم أن القرآن حق، أما المؤمن في الدنيا، وأما الكافر في القيامة حين لا ينفعه، «لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ» قيل: حق الأمر اليقين، وقيل: معناه الحق اليقين، وليس على حقيقة الإضافة، إنما هو إضافة في اللفظ جعل بدلاً من الصفة «فَسَبِّحْ» أي: نزه اسمه عما لا يليق به، فلا تضيف إليه صفة أو فعلاً قبيحًا، وقيل: «فَسَبِّحْ» فَصَلِّ بذكره، وقيل: نَزِّهْ الله عن الشرك، وعظمه بحسن الثناء عليه.
  · الأحكام: تدل الآية على عجز الناس وضعفهم؛ ليستدلوا بذلك أن لهم مدبرًا.
  وتدل على أن الناس ثلاث طبقات، على ما بَيَّنَ في أول السورة تفصيله.
  وتدل على وجوب تنزيه الله عما لا يليق به، ولا يسمى باسم لا يجوز عليه، ولا يقال: جسم ولا صورة، وينفى عنه الظلم، والكذب، وكل قبيح.