قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم 11 يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم 12 يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب 13 ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور 14 فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير 15}
  الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ» أي: مصيركم ومستقركم «هِيَ مَوْلاَكم» قيل: صاحبتكم وأولى بكم ومسكن لكم؛ لأنكم المستحقون لها بأعمالكم «وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» أي: بئس موضعًا صاروا إليه. ومتى قيل: لم جمع بينهم وبين الكفار؟
  قلنا: لأنهم بسببهم نافقوا، فَبَيَّنَ أنهم جميعًا في العذاب مشتركون.
  ومتى قيل: أليس هم أيضًا كفارا؟
  قلنا: نعم، ولكن لهم اسم خاص؛ فلذلك جمع بين النفاق والكفر.
  · الأحكام: يدل قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ} على عظم موقع الإنفاق في سبيل الله وأعمال البر، واختلفوا، قيل: هو التطوع، عن الحسن. وقيل: الفرض.
  ويدل قوله: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ} الآيات. على أشياء:
  منها: أن اسم الإيمان اسم مدح، وأنه يفيد استحقاق الثواب على ما نقوله.
  ومنها: أن المؤمن يبشر بالنعيم.
  ومنها: أن الفاسق ليس بمؤمن، وإلا كان مبشرًا.
  ومنها: أن في القيامة نورًا وظلمة.
  ومنها: أن المنافق يستغيث بالمؤمن ليستضيء منه بنوره، فلا يجيبه إلى ذلك.
  ومنها: أن ذلك النور يحصل بالأعمال الصالحة، فلذلك قال: {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ} خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة: أنه يحصل على غير سبب.
  وتدل على أن الغُرور يحصل من الشيطان، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ: إن الله تعالى هو الذي يخلق الغرور.