قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون 16 اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون 17 إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم 18 والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم 19 اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 20}
  · الإعراب: {وَلَا يَكُونُوا} محله نصب بتقدير: ولئلا يكونوا، وقيل: محله جزم بالنهي، عن الأخفش.
  {وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} أي: ولما نزل عطفًا على قوله: {لِذِكْرِ اللَّهِ}.
  {وَأَقْرَضُوا) \} فعل، و {الْمُصَّدِّقِينَ} اسم، فعطف الفعل على الاسم؛ لأنه في معنى الفعل، وتقديره: الَّذِينَ تصدقوا وأقرضوا.
  {وَالشُّهَدَاءُ} رفع، قيل على الابتداء، وهو متصل بما قبله، وخبره في قوله: {عِنْدَ رَبِّهِمْ}، عن ابن عباس، ومسروق، والضحاك. وقيل: هو عطف على قوله: {الصِّدِّيقُونَ}؛ لأن كل مؤمن شهيد فيما رواه البراء عن النبي. ÷.
  وعن عبد الله ومجاهد (مَا) في قوله: {اعْلَمُوا أَنَّمَا} صلة، وتقديره: اعلموا أن الحياة.
  {حُطَامًا} نصب؛ لأنه خبر «كان»، تقديره: ثم يكون النبت حُطَامًا.
  · النزول: في نزول قوله: {أَلَمْ يَأْنِ} قولان:
  قيل: نزلت في المنافقين الَّذِينَ أظهروا الإيمان وأسروا الكفر، عن ابن عباس. فعلى هذا تقديره: ألم يأن للذين آمنوا ظاهرًا بلسانهم أن يؤمنوا على الحقيقة، وتخشع قلوبهم لما سمعوا هذا القرآن، وما فيه من أدلة التوحيد والوعد والوعيد والمواعظ والأمثال؟
  وقيل: نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة، وذلك أنهم سألوا سلمان عما في التوراة فنزل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف: ٣]، فكفوا مدة، ثم سألوه عن ذلك، فنزل: {أَلَمْ يَأْنِ} عن الكلبي، ومقاتل.