قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير 1 الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور 2 والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير 3 فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم 4 إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين 5}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي. «يَظَّاهَرُونَ» بالياء وفتحها والألف وتشديد الظاء، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «يَظَّهَّرُونَ» بغير ألف وتشديد الظاء والهاء، وقرأ عاصم: «يُظَاهِرُونَ» بضم الياء وإثبات الألف وتخفيف وكسر الهاء، وكلها لغات صحيحة، يقال: ظاهر من امرأته ويَظَّهَّرُ ويُظَاهِرُ، ومن قرأ بالتشديد فلإدغام التاء في الظاء.
  قراءة العامة: «مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ» بكسر التاء، وقرأ المفضل بضم التاء، والظهار: أن يقول لامرأته: أنت عليَّ كَظَهْرِ أمي.
  · اللغة: المجادلة: المحاجة والجدال الخصومة، وهو تقابل الكلام عند النزاع، وسمي بذلك لشدته، وأصل الجدال: الفتل، وقيل: أصله الجدالة؛ وهي الأرض، كأن كل واحد يريد إلقاء خصمه على الأرض، وجَدَلْتُ الحبل: فَتَلْتُهُ، والجديل: الزمام.
  والتحاور: تراجع الكلام، حاور محاورة، والحوار أصله الرجوع، ومنه: {ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}[الأنشقاق: ١٤]، قال عنترة:
  لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا الْمُحَاوَرَةُ اشْتَكَى ... ولَكَانَ لَوْ عَلِمَ الْكَلاَم مُكَلِّمِي
  والظهار: مأخوذ من الظَّهْر، وكان طلاقًا في الجاهلية، ظاهر من امرأته يُظَاهِرُ ظهارًا.
  والمحادة: المخالفة ومنع ما يجب عليه، وأصل الحد: المنع، ومنه: الحد:
  الحاجز بين الشيئين، ومنه قيل للبواب حدَّادٌ، حددته أي منعته، قال النابغة: